يلتقي وزير الشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، اليوم بالعاصمة الايطالية روما، بكل من وزير الخارجية الايطالي باولوجينتيلوني ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ليبحثوا الملف الليبي وحوار الجزائر وتجاوز خلافات وجهات النظر خصوصا بين الجزائر والقاهرة. وفي السياق، ذكرت وزارة الخارجية الايطالية في بيان لها، أن الوزير جينتيلوني، سيلتقي في قمة مصغرة بمقر الوزارة "لافارنيزينا" بوزير الشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل ووزير الخارجية المصري سامح شكري، مشيرة إلى أن القمة المصغرة ستعقب بندوة صحفية مشتركة بين الوزراء الثلاثة. وبحسب مراقبين للشأن الليبي، فإن اللقاء، يأتي كمبادرة من روما "المستعمر السابق لليبيا" وصاحبة المصالح الكبرى في هذا البلد طاقويا على وجه الخصوص، من أجل إذابة الجليد بين الجزائر ومصر بخصوص الملف الليبي، بالنظر إلى أن وجهة نظر الجزائر مبنية على مشاركة كافة الحركات غير المصنفة من قبل الهيئات الدولية "منظمات إرهابية"، بينما ترغب مصر في عزل جناح الإسلاميين خاصة المحسوبين على تيار الإخوان المسلمين. ويبدو حسب المتتبعين، أن روما سارعت بعقد هذه القمة المصغرة بعد نجاح حوار الفرقاء الليبيين بالجزائر، والذي توج بإعلان الجزائر، لكن من دون ترحيب مصري، وهو ما يستوجب تقريب وجهات النظر بين مصر والجزائر باعتبارهما أكبر فاعلين في الملف الليبي، خصوصا أن الجزائر قامت برعاية الحوار وجعلت عنوانه "حوار ليبي من دون تدخل في الشأن الداخلي لهذه الدولة"، وهو ما فهم منه، على أنه رسالة امتعاض وانزعاج من الجزائر تجاه مصر التي بادرت بخطوة أحادية الجانب وقامت بشن غارات على التراب الليبي. وتعتبر القمة "اعترافا" من روما بنجاح حوار الجزائر للحركات الليبية الذي من الممكن أن يكون قاعدة تفاوضية مستقبلية للأطراف المتنازعة بما يضمن استقرار ليبيا واستقرار المصالح الايطالية الكبرى في هذا البلد الجار للجزائر.