سيبقى يوم 23 أوت من عام 2014 يوما أسود في تاريخ كرة القدم الجزائرية، بعد أن أدّت مباراة كروية احتضنها ملعب أوّل نوفمبر بمدينة تيزي وزو بين شبيبة القبائل واتحاد العاصمة برسم الجولة الثانية من بطولة الرابطة المحترفة الأولى (موبيليس) إلى وفاة لاعب الشبيبة الكاميروني آلبير إيبوسي عن عمر يناهز ال 25 سنة، عندما رمى مشجّعون غاضبون الحجارة باتجاه اللاّعبين الذين كانوا يهمّون بالذهاب إلى غرف تبديل الملابس بعد نهاية المباراة التي خسرها فريق شبيبة القبائل ضد ضيفه اتحاد الجزائر (1-2)، حيث أصابت إحدى المقذوفات مؤخّرة رأس اللاّعب إيبوسي فأسقطته أرضا، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فور نقله إلى المستشفى الجامعي بمدينة تيزي وزو بعدما عجز الأطبّاء عن علاجه. وكان اللاّعب الكاميروني قد سجّل الهدف الوحيد للشبيبة ضد اتحاد العاصمة عن طريق ضربة جزاء، لكن هزيمة (الكناري) أغضبت أنصار الشبيبة، حيث قام البعض منهم برشق الملعب بالحجارة أصابت إحداها هدّاف الشبيبة لترديه قتيلا. الكارثة... أن تصل همجية بعض روّاد الملاعب إلى قتل لاعب ضيف على الجزائر الكاميروني إيبوسي فهذا الذي لن يتقبّله أيّ جزائري كان، ومهما وصفنا المشهد الذي أودى بحياة إيبوسي فلن تكفي العبارات، فالمشهد أكثر من كارثة وأكثر من فضيحة ألمّت بالكرة الجزائرية، وهي التي أفرحت الجزائريين والعرب في مونديال البرازيل ببلوغ منتخبنا الدور الثاني وخروجه بوجه مشرّف على يد البطل ألمانيا. فأيّ مصيبة ابتليت بها الكرة الجزائرية في وقت كنّا نأمل فيه أن يزفّ الاتحاد الإفريقي خبر فوز الجزائر بحقّ تنظيم العرس القارّي عام 2017 خلفا لليبيا المنسحبة؟ الفعلة التي أودت بحياة اللاّعب إيبوسي تعدّ سابقة خطيرة في عالم كرة القدم، وهي الرياضة التي سحرت الملايير في مختلف أنحاء المعمورة. لقد أعاد (القتلة) كرتنا وللأسف إلى العصر الجاهلي، فما عسانا نقول وكلّ الجزائريين تحت الصدمة إلاّ أوقفوا بطولة (العار والتبهديل)، أوقفوا كرتنا إلى تاريخ غير مسمّى فنحن لا نريد رؤية المزيد من القتلى في ملاعبنا. فتعازينا القلبية لعائلة الفقيد، راجين من المولى عزّ وجلّ أن يلهم ذويه الصبر والسلوان. إيبوسي ودّع الشبيبة بهدف لم تمض نصف ساعة على تسجيل إيبوسي هدف التعادل لشبيبة القبائل في الدقيقة ال 27 من ركلة جزاء حتى كان مصيره الموت على أيدي (القتلة المتوحّشين) الذين لا يعرفون معنى الإنسانية فقتلوه شرّ قتلة، بحجارة أصابت رأسه فأردته قتيلا، علما بأن الراحل كان قد سجّل هدفين في المباراة التي تغلّب فيها فريقه على مضيفه مولودية وهران (2-صفر) في الجولة الأولى السبت قبل الماضي. وللإشارة كذلك، فإن إيبوسي كان قد توّج العام الماضي مع شبيبة القبائل بلقب هدّاف البطولة الوطنية بتوقيعه ل 17 هدفا. وانضمّ إيبوسي البالغ من العمر 25 عاما، إلى شبيبة القبائل الموسم الماضي بعقد يمتدّ لعامين قادما إليه من نادي بيراك الماليزي. بدا إيبوسي مسيرته الكروية في نادي كوتون سبور الكاميروني واِلتحق بشبيبة القبائل في 2013، حيث سجّل 17 هدفا قاد بها الشبيبة إلى المرتبة الثانية موسم 2013-2014 مُحرزا لقب أفضل هدّاف للبطولة في نفس الموسم. أنصار الشبيبة يتوعّدون الجاني سارع العشرات من أنصار شبيبة القبائل إلى مستشفى تيزي وزو الجامعي بعد توصّلهم بخبر وفاة اللاّعب إيبوسي، حيث ذكروا أنهم يدينون هذا العمل الدنيء الذي لا يتقبّله العقل البشري، كما توعّدوا مرتكب الجريمة الشنعاء بتقديمه لرجال الأمن، وسيعملون -حسب البعض منهم- كلّ ما في وسعهم للتعرّف على هوية القاتل الذي وصفوه بالسفّاح ويستحقّ عقوبة الإعدام لأن داس على كلّ الأعراف والدينية بقتله للاعب قدِم إلى الجزائر لإسعاد الجزائريين وليس أنصار الشبيبة فقط. وزير الداخلية يأمر بفتح تحقيق أمر وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلّية الطيّب بلعيز بإجراء تحقيق قضائي لمعرفة ملابسات مقتل لاعب شبيبة القبائل المهاجم الكاميروني ألبرت ايبوسي، كما أمر بالتوقيف الفوري لمرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة. غلق ملعب أوّل نوفمبر بمدينة تيزي وزو إلى أجل غير معلوم قرّرت رابطة دوري المحترفين الجزائري لكرة القدم غلق ملعب أوّل نوفمبر بمدينة تيزي وزو إلى أجل غير معلوم بعد حادثة مقتل اللاّعب الكاميروني ألبير إيبوسي مهاجم نادي شبيبة القبائل. اجتماع عاجل لمجلس إدارة الرابطة المحترفة صبيحة اليوم قالت رابطة دوري المحترفين في بيان لها على موقعها الالكتروني إن رئيسها محفوظ قرباح دعا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس إدارة الرابطة اليوم الاثنين، موضّحة أنها قرّرت غلق ملعب أوّل نوفمبر بمدينة تيزي وزو إلى أجل غير معلوم. استدعاء حكّام ومحافظ المباراة ومسؤولي شبيبة القبائل قرّرت الرابطة استدعاء حكّام مباراة شبيبة القبائل باتحاد الجزائر ومحافظ المباراة ومسؤولي نادي شبيبة القبائل في نفس اليوم للاستماع إليهم من قِبل لجنة الانضباط. قصّة آخر صورة للاعب شبيبة القبائل إيبوسي قبل وفاته تداول العديد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صورة للاعب شبيبة القبائل إيبوسي قيل إنها آخر صورة اِلتقطها قبيل بداية مباراة فريقه أمام اتحاد العاصمة. ويظهر في الصورة اللاّعب إيبوسي وهو يحيّي أحد زملائه في شبيبة القبائل، والذي كان بدوره يلتقط له الصورة. وقال بعض من تداول الصورة عبر صفحاتهم الشخصية على (الفايس بوك): (آخر صورة للمرحوم الكاميروني ألبير إيبوسي، مسكين يحيّي زميله في الفريق ولم يكن يعلم بأنها آخر تحية منه لرفاقه وكلّ الأنصار).