ذكرت يومية "لوبينيون" الفرنسية، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يحضر للانتقال إلى الجزائر في زيارة رسمية، منتصف الشهر المقبل، لتتأكد بذلك مدى قوة التقارب بين الجزائر وباريس في السنوات القليلة الأخيرة. وأوضحت الجريدة أن الزيارة المرتقبة تأتي تلبية للدعوة التي تسلمها من نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، خلال الزيارة التي قادت الوزير الأول، عبد المالك سلال، لباريس، في السادس من ديسمبر المنصرم، أين ترأس رفقة نظيره الفرنسي، مانويل فالس، اللجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية. وأوردت الصحيفة في هذا السياق، تصريحا منسوبا لعبد المالك سلال، قال فيه إن صحة الرئيس بوتفليقة مستقرة، وأنه يدعو نظيره الفرنسي، لزيارته، التي ستكون الثانية من نوعها، منذ انتخابه في ماي 2012، حيث كانت الأولى بعد نحو ستة أشهر من تقلده سدة الإيليزي. وفي قراءتها لهذه الزيارة، تقول "لوبينيون"، إن اليسار الفرنسي الذي يمثله هولاند في الرئاسة، يسعى لتظيف ورقة صداقته الوثيقة بالسلطات الجزائرية، من أجل استمالة الجالية الجزائرية والمغاربية عموما، من أجل التصويت لصالحه في الانتخابات المقبلة، لا سيما وأن العلاقة بين البلدين وصلت أدنى مستوياتها منذ تقلد اليمين بزعامة ساركوزي، مؤسسة الرئاسة الفرنسية في العام 2007. وذكرت الصحيفة أن وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، سيسبق الرئيس الفرنسي للجزائر، في الثاني عشر من الشهر الجاري، من أجل التحضير الجيد لهذه الزيارة، أين سيكون مرفوقا بوزير الاقتصادي، إيمانويل ماكرون، من أجل تدشين مصنع للشركة الفرنسية "ألستوم" بعنابة. ولم يكن التقارب الدبلوماسي اللافت بين الجزائر وباريس، سوى واجهة لتقارب اقتصادي كبير بين البلدين، جسدته المشاريع الضخمة التي تحصلت عليها الشركات الفرنسية في الجزائر، وكذا بعض الملفات الإقليمية، التي تحظى بالاهتمام من قبل البلدين. ومن شأن هذه الزيارة أن تشكل فرصة للرئيس الفرنسي كي يقدم شروحات للطرف الجزائري، بشأن ما صدر على لسانه قبل أيام، والتي جاء فيها أن الجيش الفرنسي لم يتركب جرائم إبادة في حق الجزائريين خلال الاستعمار الفرنسي، وهو التصريح الذي يتناقض مع تصريحات سابقة للمسؤول ذاته، عندما وصف الاستعمار في آخر زيارة له للجزائر، بأنه "نظام جائر".