عرضت سير وأعمال 20 شخصية علمية وفكرية وتاريخية من أعلام منطقة قالمة عبر مراحل التاريخ، في الملتقى الوطني ال19 للتاريخ والآثار الذي اختتم أمس الثلاثاء. هذا اللقاء العلمي المنظم بقاعة المسرح الجهوي محمود تريكي من طرف جمعية التاريخ والمعالم الأثرية بالولاية إلى جمع كل التراجم والسير الذاتية المتعلقة بالأعلام من الشخصيات التي عاشت بمنطقة قالمة عبر فترات التاريخ القديم والوسيط والمعاصر، حسب رئيس الجمعية الدكتور إسماعيل السامعي، الذي أضاف أن الغاية الكبرى من جمع مختلف البحوث العلمية والدراسات التاريخية التي قام بها أساتذة ومختصون في هذا الميدان تتمثل في الإعداد لإنجاز كتاب علمي تاريخي مستقبلا حول أعلام وشخصيات منطقة قالمة، وفي هذا السياق تطرق الأستاذ محمد أكلي أخربان من جامعة قالمة إلى القديس بوسيدوس التلميذ المحبوب للقديس أوغستين، وهو من ألف فيما بعد كتاب "سيرة القديس أوغستين". وأشار المتحدث في محاضرته بعنوان " حياة القديس بوسيديوس والمشهد الديني بكالاما" إلى الأوضاع الدينية آنذاك كونها جد متقلبة يسودها النزاع المعلن عليه بين عدة طوائف دينية من أصحاب المذهب المسيحي الكاتوليكي الرسمي والمنشقين ضمن تيار المذهب الدوناتي المتكون أساسا من المسيحيين الأفارقة وبقايا لأقليات وثنية، من جهته تطرق الأستاذ بلال مرعي من قالمة إلى حياة الشيخ الفقيه محمد التارزي البوغديري المولود بمنطقة خنقة سيدي ناجي بولاية بسكرة سنة 1913 ووصوله إلى قالمة مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وبقائه بها إلى غاية وفاته سنة 1990. وركز المحاضر في مداخلته على مختلف المحطات البارزة في حياة هذا الشيخ بمنطقة قالمة منها تعيينه للعمل بمسجد العتيق منذ سنة 1942 وعمله للمحافظة على الهوية الوطنية في مواجهة المستعمر الغاشم وتأليفه لمخطوطات نفيسة في شتى العلوم والفنون منها "المختار من صحيح الإمام البخاري"، ومن أهم الشخصيات التي تطرق لها المحاضرون أيضا، أبوالقاسم عبد الرحمان القالمي والسياسي والمفكر صالح خوالدية وعبد الحميد مهري والحاج امبارك وسويداني بوجمعة. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الوطني عرف على مدار يومين إلقاء 30 محاضرة لأساتذة جامعيين وباحثين من ولايات قالمة وقسنطينة وسكيكدة وباتنة.