أوصى المشاركون في أشغال الملتقى الوطني بعنوان ”سوق أهراس عاصمة القاعدة الشرقية”، بضرورة المبادرة بمشروع بحثي لوضع موسوعة لأعلام هذه المنطقة. ودعا الحاضرون في الملتقى، في ختام أشغالهم، إلى أهمية طبع أعمال هذا اللقاء الوطني واقتراح بالنسبة للسنة المقبلة ملتقى بعنوان ”سوق أهراس عبر التاريخ”، فضلا عن ضرورة إنشاء قسم للتاريخ والآثار بجامعة سوق أهراس. وقدمت في أشغال هذا الملتقى الذي احتضنته منذ أمس الأول جامعة ”محمد الشريف مساعدية”، بمشاركة أساتذة جامعيين قدموا من 19 ولاية من الوطن وحضرته سلطات الولاية وعدد من المجاهدين، عديد المداخلات تمحورت أساسا حول التنظيم العسكري والعمل الثوري في منطقة سوق أهراس. كما تناولت مسار بعض الشخصيات، على غرار القديس سانت أوغستين وشهاب الدين التيفاشي والراحل محمد الشريف مساعدية. فتحت عنوان ”دور القديس أوغسطين في الصراع بين الدوناتيين (أتباع مذهب ديني معادي للسلطة الرومانية والكنيسة الكاثوليكية ظهر في شمال إفريقيا بقيادة القديس دونا طوس) والاحتلال الروماني”، أوضح عبد الحميد عمران من جامعة المسيلة، أن ”القديس سانت أوغستين ساهم في عقد المجامع الكاثوليكية التي كان يفرض فيها إرادته وتوجيهاته ولا يتوانى في تقديم الشكاوى ضد الدوناتيين ممهدا بذلك الطريق لتدخل السلطة الزمنية في الخلافات الدائرة ما بين المسيحيين”. من جهته حاول فضيل بوالصوف، أستاذ بجامعة قسنطينة، إماطة اللثام عن شخصية أحمد بن يوسف التيفاشي، الذي يعتبر من أشهر علماء سوق أهراس في العصر الوسيط، حيث وقف على هذه الشخصية وهذا ”العالم الموسوعي الذي يجهله الكثيرون ولم يقدروه حق قدره رغم أن آثاره تنضح بتراث ضخم يعد بعشرات الكتب والمخطوطات في شتى أصناف العلوم بعضها طبع وأكثرها لا زال مخطوطا”. كما تمت الإشارة، خلال هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية لذات الجامعة، إلى أن القاعدة الخلفية للثورة الجزائرية على الحدود الشرقية قامت بأدوار مهمة، كقاعدة لإمداد الثورة في الداخل بالسلاح والرجال ومركز مهم لتكوين وتدريب إطارات جيش التحرير الوطني ومكان لاستقبال المرضى والجرحى واللاجئين الجزائريين وتأطيرهم للإسهام في تحرير الجزائر. أما ياسين خذايرية من جامعة سوق أهراس، فأوضح أن المجاهد الراحل محمد الشريف مساعدية كان له دور بارز في الجبهة الجنوبية إلى جانب عبد الله بلهوشات والراحل أحمد دراية. وقد استعرض المتدخل مسار مساعدية منذ كان طالبا بجامع الزيتونة في تونس وانخراطه المبكر في حزب الشعب، ومساهماته في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتمثليه لطلبة جامع الزيتونة، ثم التحاقه بالثورة سنة 1955 كمندوب سياسي قبل التحاقه بالجبهة الجنوبية.