تنزل اليوم الأربعاء، الشاعرة الأديبة سليمة مليزي، ضيفا على "أربعاء الكلمة" بمكتبة الشباب لدى الشاعرة فوزية لرادي، لتقدم قراءات من نصوصها الأخيرة في الشعر "رماد الروح" الصادر عن دار الخلدونية للنشر وهو كتاب مشترك مع الشاعر السوري معتز أبو خليل،ونصوص نثرية من "نبض.. من وتر الذاكرة" عن دار الكلمة نغم لنجيب محفوظ. ترحل بنا الأديبة سليمة مليزي في نصوصها النثرية "نبض من وتر الذاكرة" الصادر عن دار الكلمة إلى عوالم ساحرة أهلة بالإحساس المرهف والخيال الخصب، وهي مثلما ذكرت الشاعرة والأديبة اللبنانية في مقدمة الكتاب " هيا بنا إلى الخيال، نغترف من خصبه، وننعم بما يوفره من راحة فكرية ونفسية، عبر كتاب يحاكي عالما بعد عن أيدينا وليس لنا إلا أن نمتشقه بأرواحنا، لنتمسك به سلاحا يحمينا من عتمة ليالينا، وصدأ أفكارنا المتوارثة، وتراكمات حياتنا اليومية، ففيه سنرصد متنفسا في دنيا الواقع، يجعلك تتبناه أنيسا لا تبارحه، وفيه أسلوب سهل ممتنع محبب، فتجد نفسك مسافرا مع الأديبة مليزي في تلك الرحلة من دون تردد، تخرج من عالمك المشوش نحو بعض الفرح. في نصها "جموح الحرية" تقول سليمة "دع جسدي يركض كالفرس،حرا في مداه، كاسرا أضلاع القفص، كاسرا قيد خوفك، قيد الحرس، قيد العسس، قيد الوجس، جسدي ليس حكايات أو شوارد من قصص، ليس عرشا يملك بالسيف، ليس حرثا مشاعا للغصص، لست اسفنج غسيل انني حريتي مهما يكن، طال المز أو عز الثمن، سألقي بين القيود سبيل، دع جسدي حيا في مناه، أنا، حريتي حياتي وإلا، ما معنى الحياة ". وفي نصها "غاب الوطن" كتبت سليمة "غاب الوطن، وحضر الحزن والدمار والشجن، سرقت أحلامنا منا وحل مكانها السقم، يا زمن كنت لنا عبيرا وأمل..وأصبحت في الدجى تنتحب، بين القصف والعدم". وفي "الأوراق المنسية كتبت "هنا انثر أوراقي المنسية، على حدائق القلب..الزرع عليها كلمات الود، الذي جمعتها قطرة قطرة..فكرة..فكرة، نبرة نبرة، لأنها روحا فياضة من الحنين لأملأ كؤوس الشوق المنتظرة على قارعة العتاب". وفي "شمس لأصيل القلب" تقول مليزي "يا ساكن الروح، ويا فاتن العقل، ويا حرقة القلب، أناجي فيك مهجتي، مع أصيل الحب تثمر بساتيني..فاكهة ثمارها من عشقك..ألوانها من ضياء عيونك، لذتها من نشوة روحك..، تمطرني فرحا، تلبسني لألئ العمر.. للتذكير فإن سليمة مليزي كاتبة وأديبة جزائرية اشتهرت بكتابتها للأطفال واحدة من رائدات هذا الفن الأدبي،أثرت المكتبة الجزائرية بعديد العناوين الخاصة بالطفولة،نالت جائزة الشباب في القصة القصيرة في مستقبل عمرها عن نصها "الضفدعة والعصفور" في 1980، فكانت نموذجا للغة الطفل السهلة الممتنعة ذات الموضوع الهادف والطريف، تلتها مجموعة أخرى من القصص، نشرت في عديد الجرائد والمجلات الشهيرة في ذلك الوقت خاصة جريدة الشعب ومجلة ألوان والجمهورية والمساء، شاركت في برنامج إذاعي بقصصها، وأشرفت من جهة أخرى على ملحق الأطفال لأسبوعية الوحدة الصغير "التي تحولت الى مجلة "رياض" وتعتبر الأولى في تاريخ أدب الطفل في الجزائر، نالت العديد من الجوائز أنصافا للساحة الأدبية لها كجائزة الجمهورية، كتبت المقالة الصحفية في النقد الأدبي والأسرة والمجتمع، كرست حياتها منذ التسعينات لأبنائها تربية وتنشئة، عادت منذ فترة للساحة الثقافية بديوان شعر "رماد الروح"، صدر لها مؤخرا ديوان شعر بعنوان "نبض من وتر الذاكرة" عن دار الكلمة.