قال الإعلامي الجزائري مدني عامر، أن قناتي فرانس 24 والحرة تأسستا بمبلغ ثلاثين مليون دولار، في حين فضل التلفزيون الوطني دفع المبلغ لقاء شراء أربع وعشرين مباراة كتغطية لكأس العالم 2014، و"لو طالبنا بضرورة الإنتاج التلفزيوني يُقال إننا نعاني نقص كفاءات". وأوضح مدني عامر خلال ندوة صحفية بمكتبة الشباب من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة وإدارة الشاعرة فوزية لرادي، أن الذين غادروا الوطن خريجو معاهد ومؤسسات الجزائر، وهناك منحت لهم الفرصة، فالآخر راهن عليهم ومنحهم الثقة. وتابع عامر أنه وصل إلى الإعلام عن طريق الصدفة، درس القانون وتخصص في العلاقات الدولية وطمح بدخول السلك الدبلوماسي، لكن زيارته إلى مقر التلفزيون غيرت خططه، مشيرا إلى انبهاره بصديقه الراحل محمد نجيب عيسات، مضيفا أن التلفزيون كان يعبر آنذاك عن الزمن الجميل، وكان يتيح الفرصة، وأغلب صحفيي تلك الفترة استفادوا من دورات تكوينية، كان لها مكتب في المؤسسة العمومية للتلفزيون. وعن الهجرة، قال الإعلامي أنها كانت السبب في انخراطه في مشاريع إعلامية كبرى ساهم فيها بشكل كبير على غرار قناة أبوظبي، و"أم بي سي"، التي شغل فيها منصب رئيس تحرير، مضيفا أنه أشرف على قسم الأخبار في تلفزيون قطر، وإشرافه على إدارة الأخبار والبرامج في "دبي الاقتصادية"، وهي أول قناة اقتصادية في العالم العربي. وتابع عامر أن إنشاء قناة تلفزيونية يستلزم دراسة جدوى من الأساس، دراسة المالية، والظروف، وطرح سؤال "ماذا أقدم فيها"؟. وقال عامر أن الإعلام هو البحث عن المعلومة، ولكن المشكلة اليوم في ظل الثورة التكنولوجية هو في كيفية تقديم المعلومة، فمن مرحلة الأخبار بالشيء والإعلام إلى تلفزيون المعرفة، فالإعلامي هو كل صحفي يحب أن يعرف كل شيء عن الشيء، ولابد أن يكون الصحفي متعدد المهارات والمعارف فهو مصدر المعلومة، واليوم المعرفة متاحة والمهارات تكتسب، فيجدر بالوسيلة الإعلامية أن لا تجاري غيرها، بل يجب أن تختلف وتتفرّد، والاستثمار في التلفزيون يكون في المعرفة والمهارات الموجودة في الفريق.