أجمع أكاديميون مختصون، على أن مسرحية "التفاح" المُقتبَسة عن نص عبد القادر علّولة، قد برهنت على سلطة الكلمة التي يعتمدها الراحل في نصوصه، في حين أعابوا عليها عدم الإتيان بالجديد من أجل مواكبة المسرح المعاصر. وقال مختصون، خلال جلسة نقدية لعرض مسرحية "التفاح" أن العمل أظهر مسرح علولة الذي يندرج ضمن المسرح الأرسطي فهناك شخصية، صراع، حبكة درامية، ونصها عميق، لكنه لا يستجيب للتطور الذي يشهده المسرح الجزائري الذي أصبح يعتمد على الكتابة الركحية، وكان بالإمكان عصرنته للتماشي مع مسرح اليوم المُعتمِد على الموضوع والطريقة الفنية وكذا العمل على تحقيق الفرجة. وقال مساعد المخرج عبد القادر بلقايد، إن الفكرة الأساسية للعمل هو الانتماء للطبقة الكادحة، وهو صورة عن معاناة العمال في ظل تهاون النقابات، وقد اعتمد على قوة النصّ مثلما هو معروف في أعمال علّولة، فإذا ذهب النص اختفى المسرح، فالكوريغرافيا، الموسيقى، السينما، كل منها لها ميدان خاص بها وهي مساعدة للنص فقط ،حتى يظهر على الركح بشكل جمالي، مشيرا إلى أنه لا يوجد تغريب في العمل، بل ترجمة لواقع مُعاش تناوله الكاتب الراحل بكل البساطة التي استطاعت إيصال الرسالة. وتابع بلقايد، أن نصوص عبد القادر علّولة غير مغلقة ولا تحمل شكلا واحدا بل مفتوحة على أشكال متعددة، فمسرح علّولة عبارة عن ورشة لابد من التغلغل فيه لمعرفة كل ما يحويه، فهو درس في التناصّ والمثاقفة الحقيقية والإيجابية، واستعاد الركح الوطني من خلال مسرحية "التفاح" لمسرح وهران الجهوي، على مدار ساعة ونصف، الجو الذي كان يعيشه جمهوره عندما يقدّم الراحل عبد القادر علّولة نصا من نصوصه المنبثِقة من الجزائر العميقة. العمل الجديد لنص علّولة، اقتبسه وأخرجه سمير بوعناني رفقة عبد القادر بلقايد، ويجسده ممثلون شباب، وتدور أحداث المسرحية داخل مرحاض عمومي يديره أحدهم بعد أن يقوم بتهيئته وتنظيفه، وتتناول ثلاث قصص مستقلة عن بعضها البعض، لكنها تتلاقى من ناحية المضمون العام، ففي القصة الأولى تلجأ عائلة إلى السكن داخل مرحاض عمومي نظرا للظروف الاجتماعية القاسية التي تمر بها وهذا بعد موافقة صاحب المرحاض وتضامنه معها. خاصة وأن للعائلة شاب بصدد التحضير لامتحان شهادة البكالوريا، والقصة الثانية تروي معاناة عامل بسيط يفقد عمله ويجد نفسه عاجزا على شراء فاكهة التفاح لزوجته الحامل فقصد المرحاض للتعبير عن مشاكله، أما القصة الثالثة فتخص ممثلا شابا يأتي إلى المرحاض صدفة، فيجد فيه الفضاء المناسب للتدريب المسرحي بعدما هُمّش في مؤسسته الفنية. رسالة العرض كانت واضحة ووصلت سريعا، فعلّولة قد عالج الثورة الثقافية، الصناعية، والاجتماعية من مرحاض عمومي، والتفاح كان الشريحة المهمشة من العمال التي لازالت تعاني في صمت، بحكم أن النقابة لا تعمل عملها لمساعدة العمال.