يرافع الكاتب الدكتور قيصر مصطفى، لصالح جيل متشبع بالقيم النابعة من مجتمعاتنا العربية الإسلامية، يتغذى من مختلف مشارب الثقافة، كي يكون في مستوى رهانات المرحلة القادمة، كما يتحدث الدكتور قيصر عن قضايا أخرى في هذا الحوار مع الجزائر الجديدة. حاورته: مليكة.ب أنت مفكر، شاعر، محلل سياسي، ومهتم بالثقافة، ما هي أكثر القضايا التي تشغل اهتمامكم؟ قبل كل ذلك، أنا أستاذ جامعي، أهتم بالثقافة والأدب والتاريخية، إذ تتلاقى هذه العناصر لتشكل رافدا، يعالج مشاكل الناس ويتحدث عن معاناتهم بأساليب أدبية وإنسانية،، والعالم هو وحدة متكاملة متجانسة لا انفصال بين عناصره، بمعنى أن السياسة عنصر أساسي في حياة الناس والمجتمعات، ومن هنا جاء اهتمامي بالسياسة، كونها تضع المخططات وعادة ما تكون هذه المخططات متفاوتة من حيث السلبي والايجابي، و بالنسبة لي كعربي، أتحسس قضايا أمتي، فقد دفعني حرصي على أمتي، لأن أعالج قضايا السياسة برؤية مختلفة عن تلك الرؤى المطروحة بين مختلف الأطراف. ما الذي يميز رؤيتك هذه؟ الذي يميز آرائي عن غيرها، هو أنني أنطلق من الحياد، وأنا هنا لا أريد أن أزكي نفسي، ذلك أنني لست متحزبا حتى يستشف مني أنني أروج لمواقف حزبية، كما أنني لا أتقاضى مقابل آرائي هذه، ثم إنني أعمل في مجال التعليم والتربية، وهذا يدفعني لأن أكون حياديا، و لأني أحب وطني وأمتي فأنا معني برفعتهم، و قد تضررت كثيرا مما يحصل في بلادي العربية، ولأن وظيفتي التعليم كما أسلفت، فمهمتي توجيه الناشئة، لأن يكونوا مواطنين صالحين، يعملون على بناء الوطن ويسهمون في إعماره بصدق وإخلاص. تهتم بالسياسية وأيضا بالقضايا الثقافية، تشتغل على محورين مختلفين ، كيف ربطت بينهما؟ لا انفصال بين السياسة والثقافة، فكلاهما مكمل للآخر، والقنوات بينهما مفتوحة وواسعة، بحيث يصب كل منهما في الآخر، فلا سياسة بلا ثقافة ولا ثقافة بلا سياسة، ووظيفة المثقف في الواقع هي سياسية، والمثقفون هم من يكونون قادة وزعماء. برأيك، إلى أي مدى تمكن المستعمر الفرنسي من ضرب ثقافة المجتمع الجزائري؟ في سؤالك هذا توضيح لإجاباتي، ذلك أني قلت أن العلاقة بين الثقافة والسياسة علاقة عضوية، وأنت تعلمين أن الاستعمار الفرنسي عندما دخل الجزائر كان من أوليات أهدافه، ضرب الثقافة في الجزائر ونشر الأمية والجهل. هل يجد القارئ مثل هذه الأفكار في إصداراتك؟ بكل تأكيد، أنا درست الأدب الأندلسي، و كتبت في الأدب الأندلسي، و كانت فلسطين حاضرة في كل ما أكتب ولم تغب لحظة واحدة، فقضية فلسطين هي قضيتي، وقضية كل العرب وكل الشرفاء، كما كانت تحضرني صورة الواقع المعيش في الجزائر أثناء الثورة، ثم صور الوطن العربي أثناء ما وصفوه بالربيع العربي وهو في واقع الحال لم يكن إلا خريفا، وعاصفة هوجاء، شرع لها الغرب وخطط وفتك بنا عن طريقها وحقق بها معظم أهدافه، لأننا نعاني أزمة فكرية، قادتنا بدورها إلى أزمة سياسية ، فأحاطت بنا المحن من كل الجهات. ما الحل برأيك؟ نحن نتصدى بأقلامنا وكتاباتنا، ودعوتنا لأبنائنا لأن يكونوا على جانب من الوعي والبصيرة، ونحن لا نملك إلا هذا، وعلينا أن ننتظر طويلا لتزول هذه الغمامة عن عيوننا أولا وعن وطننا العربي ثانيا. ما هي آخر انتاجاتك؟ تكمن تحديدا في "الجديد في العروض والقوافي"، ثم "لا تبكي دهرك" يحتوي مجموعة قصائد سياسية وفكرية، و الإصدار الثالث بعنوان " إني اختزلت بك النساء" موجه للمرأة حيث أردت من خلاله أن أنصفها فكتبت فيها شعرا.