تخيم على الساحة السياسية حالة سبات واضح، بسبب "صيام" الأحزاب السياسية عن الكلام، ولا يعكس الصمت الذي تلتزمه طبيعة الحراك الوطني والدولي الذي تشهده الجزائر في الظرف الحالي، وتشير المعطيات الراهنة إلى أن المشهد السياسي بلغ مستوى خطيرا بسبب الفراغ الذي يعاني منه. فؤاد. ق وبدأت هذه الحالة تطول، بعد أن غطت التشكيلات السياسية في نوم عميق، واختارت بعضها سياسة البيانات الإعلامية "المناسباتية"، والنشاطات المرتبطة غالبا بترتيب شؤونها الداخلية، لوضع حد للصراعات التي تهدد استقرارها، وتناست الحديث عن بعض المواضيع "الساخنة" التي يصفها متتبعون للشأن الداخلي، ب "قنابل موقوتة" تهدد الساحة، كملف الغاز الصخري، والوضع الأمني في غرداية، وتعديل الدستور الذي أسال الكثير من الحبر على الورق منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وصبت اهتمامها على شأنها الداخلي الذي نخرت " الزعامة " القائمة بين القياديين من أجل الظفر بالكرسي عظامه، وبعد أن فكت هذه العقدة التي أفقدتها هبتها ونفوذها وسط الناخبين، وهي تحاول البحث عن تموقع جديد، أو حدث هام تركب موجته من أجل العودة إلى الواجهة، وأصبح شغلها الشاغل كرسي المرداية ومن سيخلف شاغله الحالي عبد العزيز بوتفليقة. وبلغة الأرقام، بلغ عدد الأحزاب السياسية المعتمدة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية حسب تصريحات الوزير السابق، الطيب بلعيز 29 حزبا سياسيا، 9 منها فقط يعرفها المواطن، بالنظر إلى النشاطات المحتشمة التي تنظمها وتنقلها الصحافة الوطنية الخاصة أبرزها حزب جبهة التحرير الوطني والأرندي وتجمع أمل الجزائر وحزب العمال وتنسيقية الانتقال الديمقراطي التي تصم قرابة أربعة أحزاب فاعلة من بينها طلائع الحريات والأرسيدي وحركة النهضة وحركة مجتمع السلم.. وأرجع الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " الخمول السياسي الذي تعاني منه الساحة السياسية، إلى انعدام المناخ السياسي الملائم لممارسة السياسية الفعلية، وكذا التضييق الإعلامي الممارس عليهم، قائلا إن المناخ السياسي الحالي " قاتل " للنشاط، فكل الملفات التي تطرحها السلطة ليست جادة والدليل على ذلك ملف تعديل الدستور فمنذ 2011 والسلطة تتغنى به وكل ما قامت به إلى حد اليوم هو مجرد استعراض للعضلات فقط، مشيرا إلى أن السلطة دفعت بالشعب الجزائري إلى الاستقالة من الحياة السياسية. وعن الصمت الذي تلتزمه المعارضة، قال ربيعى إن المعارضة لم تلتزم الصمت يوما، فنشاطها مستمر ولم يتوقف، والسلطة مسؤولة عن التضييق الإعلامي الممارس عليها، ومن بين الأسباب الأخرى لهذا الجمود، قال الأمين العام لحركة النهضة إن فترة فصل الصيف معروفة بتقلص النشاط السياسي. من جهته، قال عضو حركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي في تصريح ل " الجزائر الجديدة "إن الأحزاب السياسية اعتادت على هذا السلوك السياسي خلال شهر رمضان، حيث تنقص على حد قوله وتيرة التعاطي مع الأحداث في الساحة، معترفا بتقصير بعض الأحزاب السياسية في الأداء السياسي فالأحزاب تنقسم إلى أنواع فهناك أحزاب موسمية وهناك أحزاب ترمي بها الأحداث إلى الواجهة.