دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اجراء انتخابات مبكرة في بلاده في حال فشلت الجهود لتشكيل ائتلاف حكومي بعد خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم اغلبيته الساحقة في البرلمان في انتخابات 7 جوان، حسب ما افادت تقارير الاعلام. ولا تزال تركيا بدون حكومة كاملة رغم مواجهة البلاد تحديات من بينها شن عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ويقول بعض الناقدين ان اردوغان شن العملية العسكرية على امل ان تؤدي الى انتخابات مبكرة في محاولة منه لاصلاح اداء حزب العدالة والتنمية الضعيف في الانتخابات البرلمانية. ونقلت صحيفة حرييت وغيرها من وسائل الاعلام عن اردوغان قوله للصحافيين الذين رافقوه على متن طائرته اثناء توجهه في زيارة رسمية الى اندونيسيا "سننتظر لنرى ما اذا كان سيتم تشكيل ائتلاف". واضاف اردوغان "اذا لم يحدث ذلك علينا ان نعود الى الارادة الوطنية فورا حتى يقرر الناس مرة اخرى، وسنخرج من الوضع الحالي".واعتبرت نتائج انتخابات 7 جوان ضربة كبيرة لاردوغان الذي يرغب في اقامة نظام حكم رئاسي في تركيا لتعزيز سلطاته. وتابع اردوغان ان الاكراد السوريين سعوا الى "تشكيل ممر من اقصى الشرق الى البحر المتوسط" الا ان تنظيم الدولة الاسلامية اعاق خططهم في مدينة جرابلس في شمال سوريا على الحدود التركية حيث دارت اشتباكات بين التنظيم المتطرف والقوات الكردية. وتدارك "ولكن تركيا لن تسمح بلعبة الارهابي الجيد والارهابي السيء. فالارهابي هو ارهابي". ونفى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بقوة أمس الاتهامات بان تركيا تساعد تنظيم الدولة الاسلامية، متهما "قوى سوداء" بنشر دعاية اعلامية خاطئة حول بلاده. وخلال زيارة الى اندونيسيا، قال الرئيس ان تركيا عانت من "خسائر كبيرة" في معركتها ضد الارهابيين، الا انها مصممة على مواصلة القتال، في اشارة الى العمليات العسكرية التي اطلقتها بلاده خلال الايام القليلة الماضية. واتهم الحزب الكردي انقرة بالتواطؤ مع تنظيم الدولة الاسلامية، فيما اتهم حزب الشعب الديموقراطي التركي الموالي للاكراد اردوغان باستخدام الضربات الجوية ضد الجهاديين "غطاء" لتحقيق هدفه الرئيسي بالقضاء على حزب العمال الكردستاني. ورغم ان اردوغان لم يشر صراحة الى حزب العمال الكردستاني، الا انه قال ان "القوى السوداء" تنشر معلومات خاطئة حول تركيا، مؤكدا ان الاتهامات ضد تركيا "لا اساس ولا تبرير لها". وقال "لم تكن تركيا ضالعة مطلقا في مثل هذا السيناريو (...) ولن تشارك فيه مطلقا". وشككت وزارة الخارجية السورية هذا الاسبوع في جهود تركيا لقتال الدولة الاسلامية، مشيرة الى ان هناك عوامل داخلية تتحكم في ذلك. وانتقد اردوغان من جاكرتا كذلك الدول التي قال انها تحاول "القاء اللوم على تركيا" لانها لم تتمكن من رصد مواطني تلك الدول الذين يسافرون الى الخارج للانضمام الى صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.