اتهم زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا الرئيس رجب طيب إردوغان بعرقلة المساعي لتشكيل حكومة ائتلافية وحذره من جر البلاد نحو انتخابات جديدة من خلال "سياسة الدم" وتجديد الصراع مع المقاتلين الأكراد. ويجري حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أسسه أردوغان آخر يوم من محادثات أولية مع حزب الشعب الجمهوري فيما يسعى لإيجاد شريك أصغر لتشكيل ائتلاف حاكم بعد أن خسر أغلبيته البرلمانية في انتخابات جوان. ويغلف الضباب المشهد السياسي فيما تنفذ تركيا ضربات جوية على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وعلى مقاتلي تنظيم داعش في سوريا فيما وصفته الحكومة بأنه "معركة متزامنة ضد الإرهاب". وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو لتلفزيون هابر تورك في مقابلة "أقول هذا بكل صدق.. رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يرغب بالفعل في الجلوس وتشكيل ائتلاف وإنقاذ البلاد من مشاكلها. لكن الشخص الذي يجلس على مقعد الرئاسة لا يسمح بذلك". ويواجه أردوغان اتهامات من معارضيه بأنه أطلق الحملة العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني لحشد تأييد القوميين وتقويض المعارضة المؤيدة للأكراد التي ساعد أداؤها القوي خلال انتخابات جوان على حرمان حزبه من الأغلبية البرلمانية. وعلى صعيد آخر، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجه إلى "التخلي" عن بشار الأسد، في أقوال نقلتها الصحف التركية. وصرح أردوغان في الطائرة عائداً من جولة نقلته إلى الصين وإندونيسيا، أن بوتين "لم يعد يشاطر الرأي القائل بأن بلاده ستقف إلى جانب سوريا حتى النهاية. أعتقد أنه يتجه إلى التخلي عن الأسد". وأجرى أردوغان وبوتين لقاء مطولا في جوان الماضي على هامش حفل افتتاح الألعاب الأوروبية في باكو بأذربيجان. وتابع: إن "لقاءنا في باكو وحديثنا الهاتفي لاحقا أوحيا لي أنه يبدّل موقفه" من الأزمة السورية، على ما نقلت عنه الصحف التركية. ولطالما شكلت روسيا حليفة رئيسية للأسد الذي بات أردوغان خصما شرسا له. في التصريحات نفسها التي أدلى بها للصحافيين الأتراك، كرر أردوغان تأكيد عزمه على المضي في الحملة التي أعلنها باسم الحرب على الإرهاب واستهدفت بالأساس حزب العمال الكردستاني وإن شملت تنظيم "داعش". إذ تركزت العمليات التركية حتى الآن بشكل أساسي على أهداف لحزب العمال الكردستاني الذي طالته عشرات الغارات، فيما لم يُعلن في المقابل سوى عن ثلاث غارات على مقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا.