أشارت مراجعة لدراسات سابقة إلى أن النساء اللاتي يستخدمن أقراص منع الحمل في سنوات الإنجاب قد يتمتعن بوقاية أطول أمدا من سرطان بطانة الرحم. وحلل الباحثون 36 دراسة شملت أكثر من 140 ألف إمرأة من مختلف أنحاء العالم فوجدوا أن كل 5 سنوات تتناول فيها النساء أقراص منع الحمل ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 24 % حتى بعد مرور أكثر من 30 عاما على توقفهن من استخدام الأقراص. وقالت فاليري بيرال المشرفة على الدراسة من جامعة "أوكسفورد" على موقعها الإلكتروني "تظهر نتائجنا بوضوح للمرة الأولى أن الأثر الوقائي للحبة على سرطان بطانة الرحم يستمر لما يزيد على 30 عاما". ويقول المعهد القومي الأمريكي للسرطان إن الأنواع الأكثر إنتشارا من أقراص منع الحمل تحتوي على نسخ صناعية من الهرمونين الأنثويين الطبيعيين الإستروجين والبروغستيرون. وربطت أبحاث سابقة هذه الأقراص بخفض خطر أورام بطانة الرحم والمبايض وفي الوقت نفسه زيادة خطر أورام الثدي وسرطانات عنق الرحم والكبد. ويشير الى أن سرطان عنق الرحم يصيب النساء عادة في سن الستين بعد إنتهاء سنوات الإنجاب. وتشمل عوامل الخطورة السمنة المفرطة وعدم الإنجاب وبدء الدورة الشهرية في سن صغيرة ودخول مرحلة إنقطاع الطمث في سن متقدمة والعلاج بهرمون الإستروجين لتخفيف حدة الأعراض في هذه المرحلة. وكتب فريق الباحثين في دورية "لانسيت" لعلم الأورام أنه منذ بدء إستخدام عقاقير منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم في الستينيات إستخدمت نحو 400 مليون إمراة في دول ذات دخل مرتفع هذه الأقراص. وفحصت بيرال وزملاؤها بيانات 27276 إمرأة أصبن بهذه الأنواع من الأورام و115734 لم يصبن بها لفهم الصلة بين سرطان بطانة الرحم وأقراص منع الحمل. وإستعان فريق البحث بدراسات سابقة أجريت فيما وصفه بدول ذات دخل مرتفع منها الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان والصين وأستراليا وجنوب إفريقيا. وبلغت أعمار نصف النساء اللاتي شملتهن الدراسة 63 عاما على الأقل أما من عانين من السرطان فشخصت إصابة نصفهن به بحلول عام 2001. ومن بين النساء اللاتي أصبن بأورام بطانة الرحم إستخدمن نحو الثلث أقراص منع الحمل لثلاث سنوات تقريبا. وتناول 40 % من النساء اللاتي لم يصبن بهذه الأورام الأقراص مدة تجاوزت الأربع سنوات. وخلص الباحثون الى أنه في السنوات الخمسين الأخيرة ربما كان يمكن أن يحول إستخدام أقراص منع الحمل في الدول التي شملتها الدراسة دون وقوع ما يصل الى 400 ألف حالة إصابة بسرطان بطانة الرحم من جملة 3.4 مليون. وأشاروا إلى أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم أسباب إمتداد الأثر الوقائي للأقراص بعد فترة طويلة من توقف النساء عن تناولها.