دعا النائب عن حزب العدالة والتنمية حسن عريبي، وزارة التجارة إلى التدخل العاجل والوقوف على ما يعرض في الأسواق من سلع منافية لشروط السلامة الصحية للمواطن، خصوصا لحوم تعرض عشية العيد من قبل تجار خارجين عن السيطرة، وحذر من شراء لحم مسموم وفاسد، مشبّع بأدوية، يبيعها بياطرة للمربين، ممثلة في ابر يحقن بها المربي ماشيته ويذبحها ويسوق لحومها دون أن يتم مفعولها بالكامل، وهو ما يمكن أن يسبب للإنسان السرطان. وقال عريبي في سؤال شفوي وجه إلى وزارة التجارة حول تحديد مسؤولية بيع اللحوم الفاسدة في الأسواق الجزائرية بكل انواعها، "أنقل إليكم أمرا خطيرا، يمس صحة وسلامة المواطن الجزائري، لاسيما وقد أصبحت السوق الجزائرية مصبًّا للكثير من السلع والمواد الغذائية التي لا تخضع لأدنى شروط السلامة والحفظ. هذه الظاهرة تتفاقم يوما بعد يوم في ظل القصور الرقابي لبعض الأعوان المكلفين تارة وفي ظل محدودية الإمكانيات التي لا تسمح للعون الرقابي بالقيام بوظيفته على أكمل وجه". وأرجع عريبي انتشار الظاهرة إلى غياب الضمير المهني لبعض الأعوان الذين يتساهلون في المراقبة والتدقيق والحجز للسلع والمواد في الأسواق ومختلف نقاط البيع، ما يسهل دخول سلع تضرب صحة الجزائري وتسبب له أمراضا، يرجعها كثير من الإخصائيين والتحاليل المخبرية الى عدم مراعاة شروط السلامة الصحية في الغذاء المتناول". ودعا عريبي وزير التجارة إلى الإعتراف بأخطاء القطاع بالقول: "ليس عيبا أن نعترف بأخطائنا وتقصيرنا، لكن العيب أن نستمر السير في الطريق الخطأ، ما أريد أن أؤكد عليه اليوم في فحوى هذا السؤال هو التركيز على المواد الغذائية التي تباع في الاسواق للمواطنين، وأخص بالذكر مادة اللحم التي لا تستطيع أغلب العائلات الجزائرية الإستغناء عنها". وقال عريبي "هناك مجموعة من التجار خارجين عن السيطرة في مجتمعنا لا يراقبون، هدفهم الربح مهما كانت النتائج، والمسؤولية مشتركة هنا بين الطبيب البيطري والمربي والجزار وأعوان الرقابة وحتى المواطن، فالطبيب البيطري أصبح يبيع لمربي الماشية الدواء بما فيه مختلف الحقن والمربي يقوم بالعملية لوحده وكأنه طبيب متمرس، وفي كثير من الأحيان، يقوم المربي بذبح الحيوان أو بيع حليبه أو بيعه للجزار، مع أن فترة دورة الدواء في جسم الحيوان تتطلب أياما وأسابيع وربما شهورا، والجزار يقوم ببيع اللحم إلى المستهلك الذي يستهلك تلك اللحوم المملوءة بالأدوية، والتي أصبحت تسبب أمراضا مسرطنة للإنسان". وأضاف عريبي أن "الأمر لا يتوقف هنا، بل أن الجزار خوفا من فساد اللحم يقوم برشه ببعض المواد التي تظهر اللحم طري جديد، بل الأدهى أننا أصبحا نسمع عن كثير من الحالات التي تباع فيها اللحوم الجيفة للمستهلك وهو في غفلة من أمره، فبعدما كنا نسمع عن لحوم الحمير والخنزير أصبحا نسمع عن لحوم تباع للمواطن وهي لحم "جيفة". وتساءل عريبي عن وظيفة الطبيب البيطري الخاص والعام في مراقبة المربي والجزار، وهل يمكن الحديث عن بعث مفتشية لتقوم بدور مراقبة الطبيب البيطري والمربي والجزار في كل مراحل بيع واستهلاك اللحوم؟، وعلى من تقع مسؤولية أن يتحول المربي إلى طبيب بيطري يبيع سماً للجزائريين؟.