أفادت مصادر متطابقة أن عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يبنون حاليا في الصحراء " تحصينات " منيعة تحسبا لتعرضهم لغارات جوية محتملة وقال المصدر الأمني " لدينا معلومات أكيدة من عدة مصادر تمكننا من القول أن ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بصدد بناء نوع من " التحصينات " والمخابئ للاحتماء من هجمات في الصحراء المشتركة بين الجزائر ومالي". وأضاف المصدر، " لا شك أن أولئك الإرهابيين لا يبخلون بالوسائل من أجل تحقيق أهدافهم ". وأكد هذه الأنباء مصدر رسمي مجاور للجزائر وقال " لدينا نفس المعلومة ". وأضاف أن "الإرهابيين يعشون حاليا في هاجس التعرض إلى غارات جوية محتملة ولذلك هم يبنون المخابئ في مناطق جبلية صخرية". وتابع المصدر انه قد تم بناء " تحصينات بين الصحراء الجزائرية والمالية وبدأوا يبنون هذه المخابئ قرب حدود النيجر". وفي الوقت الراهن يصعب الوصول إلى الإرهابيين المنظمين جيدا والذين يتمتعون بسرعة الحركة والمستفيدين من الفديات المالية التي يحصلون عليها مقابل إفراجهم عن رهائن غربيين ومشاركتهم في عدة عمليات تهريب. ومن أجل استئصال وحدات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يركز الخبراء على ضرورة استعمال الوسائل الجوية. وعلق سميلو بوبيي مايغا وزير الدفاع السابق في مالي بالقول "أظن أن مشاركة كافة دول المنطقة في مكافحة شاملة يقلق الإرهابيين ومن ثم على الأرجح قرارهم اتخاذ احتياطات". وأضاف مايغا الذي كان أيضا قائد جهاز الاستخبارات في مالي أن الإرهابيين يريدون تحويل الصحراء إلى منطقة نفوذهم، أنهم مثلا يخطفون الرهائن من اجل الحصول على المال والشهرة، هذا أكيد لكنهم أيضا يحاولون بذلك ردع الذين قد يحاولو غدا منافستهم في سيطرتهم على الصحراء. هذا و يعرض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حمايته على العصابات التي تهرب المخدرات عبر الصحراء لكن إرهابيو الصحراء لا يتعاطونها ولا يمكن اعتبارهم بالتالي "إرهابيو مخدرات" كما يرى بعض الخبراء. وأكدت مصادر متطابقة أن عناصر تنظيم القاعدة يضمنون عبور قوافل الكوكايين والهيروين المتوجهة إلى أوروبا ويجبون عليها الضرائب. وشارك مقاتلو تنظيم القاعدة المستقرين منذ نحو 15 سنة في منطقة تقع بين أقصى جنوبالجزائر وشمال مالي وشرق موريتانيا في كل نشاطات التهريب لا سيما السجائر. وفتح لهم تهريب المخدرات لا سيما الكوكايين القادم من أميركا الجنوبية آفاق أرباح طائلة لكنه طرح عليهم معضلة كبيرة ستنهي محاولاتهم الفاشلة في أقرب وقت ممكن.