أكد وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب أن قانون الاستثمارات الجديد يتماشى مع السياسة الاقتصادية الجديدة، مع السماح باستقرار الإطار القانوني المسير للاستثمار، في حين أن مشروعا تمهيديا للقانون التوجيهي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يوجد على المستوى الحكومي. وأوضح الوزير في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، أن "قانون الاستثمارات الجديد نص من الجيل الثاني يتماشى مع السياسة الاقتصادية الجديدة والذي سيسمح باستقرار وشفافية ووضوح للإطار القانوني المسير للاستثمار". وأضاف أن مراجعة هذا القانون تستمد محاورها من مخطط عمل الحكومة والعقد الاقتصادي والاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين ومنشور الوزير الأول المؤرخ في 07 أوت 2013 المتضمن بعث الاستثمار وتحسين مناخ المؤسسة والاستثمار. وأشار بوشوارب إلى أن القانون الجديد يرتكز على ثلاثة أسس هي: تصحيح إطار ضبط الاستثمارات الخارجية المباشرة، والملائمة بين نظام التحفيزات، والسياسة الاقتصادية ومراجعة التدابير المؤسساتية. وأعيد تشكيل نظام التحفيزات حول توجهين هما ضبط الامتيازات حسب السياسة الاقتصادية للبلاد وتسهيل وتسريع الإجراءات. وتابع قوله أن مشروع القانون يهدف بذلك إلى إنشاء هيكلية جديدة للتحفيزات بثلاثة مستويات مختلفة. ويتعلق المستوى الأول بالأحكام المشتركة الموجهة لجميع المستثمرين المتواجدين خارج الهضاب العليا والجنوب لمنحهم اقل قدر مشترك من الامتيازات. أما الجانب الثاني فيتعلق بالأحكام الخاصة ذات الطابع القطاعي المتضمنة امتيازات إضافية خاصة (تشريعات قطاعية) للاستثمارات المحققة في ميدان النشاطات المندرجة في إطار القطاع المعني أوفي مناطق التطوير. أما المستوى الأخير فيتضمن الامتيازات التي يمكن منحها عن طريق اتفاق للمشاريع التي تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. وبخصوص الهيئات المكلفة بالاستثمار لاسيما الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار والمجلس الوطني للاستثمار، أكد الوزير أنها تشكل موضوع إعادة ترتيب صلاحياتهما حيث "أن الهدف يتمثل في جعل الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار قطبا مختصا للمساعدة على الاستثمار ومرافقة المؤسسة". علاوة على قانون الاستثمار، تطرق بوشوارب كذلك إلى المصادقة الأخيرة على قانون جديد للتصديق في حين أن مشروع تمهيدي لقانون توجيهي حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يوجد على المستوى الحكومي للإثراء. قاعدة 51/49 لن يعاد النظر فيها وعن سؤال حول قاعدة 51/49 %، قال الوزير أن هذه القاعدة لم يعد النظر فيها، معتبرا انه "من المؤسف اختزال نص بهذه الأهمية ومهيكل لمستقبل الاستثمار في قاعدة 51/49 % وحدها". وأكد أن "قاعدة 51/49 % وضعت في الوقت الذي كان فيه سعر النفط في انخفاض بهدف وحيد يتمثل في الحد من خروج العملة الصعبة. واليوم فإننا نعيش وضعية مماثلة لكن مع رؤية واضحة وارتأينا أن الوقت مناسب في إطار السياسة الصناعية الجديدة لجعل هذا الإجراء محركا لجلب الاستثمار الأجنبي المربح حيث تعد سوقنا قوة في المنطقة ينبغي الاستفادة منها". وعن سؤال حول رؤيته للصناعة، أوضح بوشوارب أن "إعادة بعث صناعة تم هجرها عقودا لن يتحقق ويتجسد في سداسيين"، مشيرا إلى "التحول التلقائي الذي يجري". وأوضح أن الجهود ترتكز في المرحلة الحالية على إنجاز فروع حيث يجب على الجزائر بطبيعة الحال أن تكون حاضرة مذكرا بتدشين منذ سنة خلت لسلسلة من الأقطاب تتمثل في الحديد والصلب والتعدين وصناعة السيارات والميكانيك والإلكترونيك والكهرباء ومواد البناء والنسيج وصناعة الملابس والمناجم والصيدلة. وأضاف الوزير "ان تطوير هذه الفروع سيسمح لنا بالإنتقال من ممون بسيط للمحروقات الخام إلى منتج ومصدر للمواد المحولة". وقد تم تحديد 14 فرعا استراتيجيا تغطي مجالات واسعة في مقدمتها الفروع الحيوية على غرار الطاقة بما في ذلك الطاقات المتجددة والصناعات الكيميائية والبتروكيميائية والفوسفور والأسمدة والتكنولوجيا الرقمية. ويتعلق الأمر بفروع مهيكلة على غرار الحديد والصلب التي ستسمح بتحقيق قيمة مضافة هامة وتموين الصناعات الأخرى وقطاعات النشاطات الإقتصادية بالمنتوجات المصنعة ونصف المصنعة. ومن بين الإجراءات العاجلة المتخذة خلال 2015 ذكر الوزير مزايا خاصة بالصناعة في انتظار إنشاء نظام جبائي وجمركي تفضيلي خاص بالنشاطات الصناعية الناشئة. وذكر الوزير على سبيل المثال مشروع مركب الحديد والصلب ببلارة (جيجل) الذي سيبلغ الإنتاج به 4 ملايين طن في غضون سنتين والمركب التركي "توسيالي" بوهران الذي ينتج 3 مليون طن/السنة ومركب الحجار (عنابة) الذي سيتم قريبا إطلاق مخطط استثماره. وعن سؤال حول مشروع منجم الحديد لغار جبيلات بتندوف، أشار بوشوارب إلى أنه يشكل أولوية الحكومة كونه مشروع هيكلي من حيث أنه سيساهم في توفير مناصب الشغل وتأمين التموينات الداخلية وتوفير فرصا للتصدير. وأوضح أن الجزائر تجري نقاشات بلغت مرحلة متقدمة مع شريك أجنبي رائد عالميا". وأشار الوزير إلى ان كل القطاع المنجمي والمجموعة الصناعية العمومية "مناجم الجزائر" (منال) وفروعها مجندين إذ شرعوا في برامج إنعاش وشراكة في المجالات مضيفا أن مجموع المناجم المغلقة عبر التراب الوطني سيعاد فتحها. وذكر بوشوارب الأعمال المرتقبة في هذا المجال على غرار دراسة استكشافية تسمح بتحديد القدرات المنجمية الحقيقية في جنوب البلاد بغرض تثمينها إضافة إلى إطلاق قريبا لثلاثة أرضيات لاستغلال الفوسفات بكل من تبسة وسوق اهراس وسكيكدة. المفاوضات مع "بوجو" و"إيفيكو" و"فيات" في مرحلة "متقدمة" ولدى تطرقه إلى المشاريع المتعلقة بفرع السيارات أشار الوزير إلى أن المفاوضات مع صانعي السيارات "بوجو" و"إيفيكو" و"فيات" بلغت مرحلة "متقدمة جدا"، مضيفا أن الصين مهتمة أيضا بصناعة السيارات في الجزائر. وخلص إلى القول ان دورنا يتمثل في تحديد التوجه ورفع مستوى تطلبنا.