اتخذت وزارة التربية إجراءات لتجنّب تكرار سيناريو باكلوريا السنة الماضية، وأقصت وزيرة التربية نورية بن غبريط مواضيع تعتمد على الحفظ في امتحانات البكالوريا 2016، وتعمل على تركيب أجهزة التشويش على الهواتف النقالة بأقسام الامتحانات، لمنع وقوع الغش، وتوعدت بمقاضاة كل أستاذ يتجرأ على مساعدة مترشحي "الباك" على الغش. ردا على النائب حسن عريبي حول الغش في الامتحانات، خاصة في البكالوريا، قالت بن غبريط إن الامتحانات الوطنية تجري في ظروف حسنة بشكل عام، ورغم حملة غير مسبوقة على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض حالات الغش المعزولة والفردية، وأكدت أنها تعمل على إتخاذ إجراءات مستقبلية لوضع حدّ لذلك. وأضافت الوزيرة "تميزت الامتحانات الوطنية لهذا العام في الجانب الإحصائي بزيادة 200 ألف مترشح مقارنة مع السنة التي سبقتها، أما في الجانب العلمي والبيداغوجي فتميزت بإلغاء الدورة الثانية الاستدراكية لامتحان نهاية الطور الابتدائي، وإلغاء تحديد الدروس المرجعية بالنسبة للبكالوريا، وهي ممارسة معمول بها منذ ثماني سنوات". وعادت الوزيرة إلى فضيحة تسريب مواضيع البكالوريا، وقالت "رغم محاولة بعض المغرضين نشر تكهناتهم وتوقعاتهم ساعات قليلة قبل انطلاق الامتحان، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة مزورة، بينها مادة العلوم الإسلامية، لكن القصد منها إثارة البلبلة والتشويش على أذهان المترشحين، وعليه فلم يحدث أي تسريب في أي موضوع، وكل المواضيع التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي قبل إجراء الامتحان غير صحيحة، ولا علاقة لها بالمواضيع التي امتحن فيها المتشرحون"، وأضافت الوزيرة "تم التعرف على أغلب منفذيها بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، بينهم مشرحون وبعض الأولياء الذين سخروا لأبنائهم أجهزة متطورة وشرائح هاتف "3جي"، وأحيلوا على العدالة"، وفي هذا الصدد أبدت الوزارة عزمها على تركيب أجهزة التشويش على الهواتف النقالة للتخلص نهائيا من ظاهرة الغش باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وتعتزم الوزيرة معاقبة كل من يشارك في أعمال غش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما فيهم الأساتذة المتواطئون، وتوعدت بجرّهم إلى العدالة، وشددت الوزيرة على إجراء بيداغوجي يقلل من الغش بالعمل على التقليص من الحفظ والتوجه نحو كفاءات فكرية عالية المستوى من التحليل والتخليص والنقد، وإعادة الاعتبار للتفكير الذاتي في المستقبل، الذي شكّل محورا من محاور نقاش جلسات شهر جويلية المنصرم.