انتفض رئيس الغرفة السفلى العربي ولد خليفة، أمس، ضد غياب ممثلي الشعب عن الجلسات المخصصة لمناقشة مشاريع القوانين والأخرى المخصصة للأسئلة الشفهية، حيث رافع محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي، أمس، في جلسة شبه فارغة داخل قبة البرلمان وهو ما وضع ولد خليفة في حرج شديد وطالب النواب بالانضباط. وجه رئيس المجلس الشعبي محمد العربي ولد خليفة، أمس، انتقادات شديدة لنواب البرلمان المتغيبين عن الجلسة المخصصة لرد محافظ بنك الجزائر على تدخلاتهم، وشهدت الجلسة غيابا شبه تام لممثلي الشعب في تعدي واضح على الدستور، الذي يعاقب من خلال المادة 100 مكرر، غيابات النواب خلال الجلسات، وطالبهم بالانضباط، وقال بصريح العبارة "أتمنى أن يكون عدد النواب في الجلسة المقبلة أكثر من عدد الصحفيين الحاضرين"، وانتقد تصرفات بعض النواب الذين ينشغلون بأمور أخرى على غرار تبادل القبلات والتحية، مشيرا الى أن هذه التصرفات تعود إلى ضمير النائب ومدى احترامه للأمانة التي أوكلت إليه، وأضاف ولد خليفة الذي بدا محرجا، أن "هذه الملاحظات أخوية". خبابة: 70 نائب لم تطأ أقدامهم مبنى زيغود يوسف منذ بداية العهدة وتباينت أراء النواب بخصوص تعليق ولد خليفة، وأكد النائب عن تكتل الجزائر الخضراء يوسف خبابة, أن مسألة غياب النواب تعود لعدة اعتبارات، بينها مسألة تحديد موعد الجلسة والتوي يبلغ النائب به 48 ساعة فقط، وهو ما يضع المشرع في حالة حرج خاصة نواب الجنوب، مشيرا أن ما يقوم به مكتب المجلس يدخل في خانة "العبث" بسبب عدم تنظيم أجندة عمل تدوم لأكثر من شهرين، يحدد من خلالها جدول الأعمال. وقال المتحدث أن "غالبية الغيابات المسجلة هي من طرف نواب معينين وليس منتخبين"، في إشارة منه إلى نواب الموالاة, كاشفا عن وجود 70 نائب لم تطأ أقدامهم مبنى زيغود يوسف منذ بداية العهدة التشريعية سنة 2012. محمد جميعي: التحضير للتشريعيات انطلق مبكرا وطالب رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني محمد جميعي، في تصريح ل "الجزائر الجديدة"، بضرورة احترام النواب لقرارات المجلس والاستجابة لدعوة العربي ولد خليفة، داعيا إلى اتخاذ خطوات أكبر في هذه الإشكالية، خاصة وأن الدستور خصص لها حيزا قانونيا من أجل السير الحسن للجلسات، وقال جميعي أن تشريعيات 2017 ألقت بضلالها مبكرا على المجلس، مشيرا الى أن البعض انطلق في التحضير لها مبكرا. عريبي: نواب الموالاة أبرز الغائبين وقال النائب عن جبهة العدالة التنمية حسن لعريبي، أن الغيابات المسجلة في العديد من الجلسات تكون دائما في صفوف نواب الموالاة، داعيا رئيس المجلس إلى توجيه انتقاداته إلى نواب الموالاة، متوقعا أن يحد النظام الداخلي الجديد الذي سيحال على المناقشة، هذا الأمر. زقاد: تقرير لكصاسي المنتهي الصلاحية وراء غياب النواب وأكد النائب الحر حبيب زقاد، أن سبب الغياب الكبير المسجل في صفوف نواب البرلمان خلال مناقشة مشروع "التقييس" وتقرير بنك محافظ الجزائر، يرجع في الأساس إلى عدم أهمية هذه المشاريع، خاصة تقرير كصاصي"، وقال "جميع النواب أصبحوا يدركون عدم أهمية تقاريره، والمنسوخة بعضها عن بعض". وأوضح بخصوص تعديل الدستور الذي يلزم النواب في مادته 100 مكرر بحضور الجلسات، أن الدورة البرلمانية الحالية، لا تقاس بالدستور المعدل حديثا، في انتظار القوانين العضوية التي ستحدد الآليات والقوانين لتطبيق العقوبات المنصوص عليها حديثا بالنسبة للمتغيبين عن الجلسة، والتي أقرت من أجل الحد من هذه الظاهرة المسيئة للبرلمان. لعور: التغيب عن الجلسات يعود أساسا لأخلاق وضمير كل نائب وفي نفس الموضوع اعترف النائب عن حركة مجتمع السلم نعمان لعور أن الحضور أو التغيب عن الجلسات يعود أساسا لأخلاق وضمير كل نائب، لانه ممثل عن الشعب، ومسؤول أمامهم عن تطبيق آلية الرقابة، المخولة دستوريا، وانتقد بالأساس ممثل الحكومة عبد المالك سلال وطاقم حكومته، قائلا هؤلاء أول من يضرب بالدستور عرض الحائط"، وأضاف "ألا ينبغي أن يرافق محمد لكصاسي في عرض التقرير عبد المالك سلال ووزير المالية"، على اعتبار أن لا سلطة ولا رقابة للبرلمان على محافظ بنك الجزائر، وأضاف أن عوامل تدفع النواب للعزوف عن بعض الجلسات، منها الاستخفاف ببعض المشاريع على غرار مشروع التقييس، الذي اعتبره العشرات من النواب "غير مهم" ولن يشكل الحضور أو الغياب عن جلسة مناقشته فرقا.