كرمت الوكالة الوطنية للنشر الإشهار والإتصال "أنيب" في مبادرة شاهقة لقيت ردود أفعال جميلة، المجاهدة زهرة الألمانية في فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الواحدة والعشرين، بحضور المدير العام للوكالة جمال كعوان، ومديرة النشر بالهيأة آسيا باز، بالإضافة إلى إطارات المؤسسة. التكريم، هو وفاء للتاريخ والهوية الوطنية من قبل الوكالة، التي تؤكد في كل مرة أنها ستبقى جسر تواصل بين المواطنين وتاريخ الجزائر، وتعمل جاهدة على التفرد والتميز في الساحة الأدبية. زهرة الألمانية، أو "فاندنابل ليونتين جورجات جراردة" وهي ألمانية الأصل، المرأة الرمز، التي كانت مثالا للتضحية والوفاء، جعلت من فرنسا طريقا لدخول الثورة الجزائرية فمن فرنسا إلى بسكرة فجبال الأوراس، وكانت تقوم بجمع وشراء وتهريب الأسلحة بمعية زوجها المجاهد أحمد ضحوة فرافقته إلى جبال الأوراس لتمشي معه في رحلة كفاحه، وعملت زهرة بمستشفى المجاهدين المتواجد بمقر الولاية الأولى بغابة كيمل فقد كانت تسعف المصابين خلال المعارك وكذلك المدنيين رفقة ممرضة أخرى تدعى نادية القبائلية، كما منح لها السلاح واللباس العسكري من طرف قيادة جيش التحرير التي كانت تعاملها معاملة خاصة، وكانت تمنح لها كمية إضافية ونوعية من ناحية الأكل. من جانبه صرح زوجها المجاهد أحمد ضحوة، أن قيادة جيش التحرير تراعي وضعيتها بحكم أنها أجنبية وقد اختارت بملء إرادتها أن تكون ضمن صفوف جبهة التحرير، لذلك كانت الأولوية تمنح لها. يُذكر أن مسيرة المجاهدة زهرة الألمانية في جبال الأوراس وهي تخدم القضية، قد تواصلت إلى تاريخ وقف إطلاق النار وذلك يوم 19 مارس 1962، لتكون كزهرة عطرة في تاريخ الجزائر.