لم يستطع المنتخب الوطني أن يحقق ما كان يصبو اليه قبل مباراة أول أمس أمام نيجيريان فالنتيجة كانت سلبية والخسارة كانت مدوية كيف لا وهي التي ترهن مشوار الخضر في بقية المشوار في تصفيات مونديال روسيا 2018. الخضر فقدوا زعامتهم الافريقية على الورق وهاهم يفقدوها شيئا فشيئا افريقيا على الميدان، بحيث لم يظهر المنتخب الوطني ولاعبيه الرغبة التي كانوا قد كشفوا عنها في صفحات الجرائد عبر تصريحاتهم طوال الفترة التي تلت ابعاد الصربي رايفاتس بالطريقة المشينة التي يتذكرها الجميع. الخسارة 3-1 تجعل المنتخب الوطني متأخرا ب 5 نقاط كاملة في ترتيب المجموعة وهذا يعني أن نيجيريا قد ضمنت جزءا كبيرا من ورقة تأهلها وسيكون بمقدورها التركيز جيدا فير الفترة المقبلة على بقية المشوار لأن الحسابات ستكون معقدة بالنظر لما تبقى لهذا الفريق في المشوار، لكن استقباله للكاميرون على أرضه في الجولة القادمة سيمنحه فرصة كبيرة لضمان التأهل، فالفوز يعني التقدم الى الهدف المرجو والمسطر من كل الفرق وهو الوصول أولا الى النقطة ال13 والذي يضمن لكل الفرق المشاركة في تصفيات تأهلا مباشرا، تواجد المنتخب في المرتبة الرابعة والأخيرة دليل على عدم جاهزية الفريق لبلوغ هذا الهدف ولو أن تصريحات رئيس الفاف كانت ايجابية، بحيث أكد أن الفريق لم يقص بعد وأنه يستطيع التنافس من جديد على البطاقة مادامت الحسابات لم تغلق بهد. الخسارة كانت مرة، فمن التسبب فيها؟ اللاعبون؟ المدرب أو ربما حتى رئيس الفاف؟ الأكيد أن البلجيكي جورج ليكنس هو الوحيد الذي لا يمكن لأحد اتهامه بشيء سوى ربما بعض الاختيارات في التشكيلة الأساسية كاختيار بلقروي الذي بقي بعيدا عن المنافسة لشهرين كاملين قبل هذا اللقاء وكان اداؤه بدون مفاجأة، كارثيا، او ربما زيتي الذي أقحم رغم محدودية مستواه واكتفائه بالدفاع تاركا فراغا رهيبا في الوسط أوحتى ماندي الذي بدا ضائعا في منصبه الأصلي وهو ما يعكس تدني مستواه منذ التحاقه بالدوري الاسباني، ليكنس لا يتحمل الا جزء من كل هذا والأكيد أن أكبر الخطائين في هذا اللقاء كانوا اللاعبين الذين لم يكونوا في مستوى الوعد الذي قطعوه أمام الله وأمام روراوة بعد إبعاده رايفاتس بلعب مباراة رجولية في نيجيريا وتحقيق الفوز، ليتبين في الأخير أن ذلك لم يكن الا كلاما فارغا عجز فغولي وأصحابه عن تحويله الى حقيقة، وهاهم الآن قاب قوسين أو أدنى للخروج من التصفيات. اللقاء القادم الذي سيلعبه الخضر سيكون بداية شهر سبتمبر من العام المقبل، أي أن المنتخب سيبقى بعيدا عن المنافسة العالمية ل10 أشهر كاملة تقريبا، التنقل الى زامبيا يبدو منذ الآن حاسما، لكن بعد 10 أشهر أشياء كثيرة قد تحدث، والمجموعة الحالية قد تتغيرن والأكيد أن الهدف سيكون نفسه: التأهل الى روسيا لكن بأية طريقة؟ الوضعية الحالية في الترتيب تجعل المنتخب الوطني مرغم على الفوز في زامبيا في الجولة الثالثة وانتظار هدية من الكاميرون المتنقل الى نيجيريا، حيث سيكون تعثر النسور على ميدانهم الشرط الوحيد لرؤية الخضر يعودون إلى التنافس، لأنه وفي حالة مواصلة المشوار بفوز نيجيري على الكاميرون سينتهي الصراع بنسبة كبيرة ويغلق ملف روسيا نهائيا بعد أن تبعثرت أوراقه أول أمس في أويو. المتتبعين يرون أن "المعجزة" تبقى قائمة بالنسبة لرفقاء ماندي شريطة الفوز في جميع بقية اللقاءات وانتظار نتائج المنتخبات الاخرى في المجموعة. مهدي س