*- يوقع كتابه الصادر عن منشورات الكلمة والموسوم ب "ذاكرة السجن 1956-1962" استضاف فضاء مكتبة شايب دزاير التابع للمؤسسة الوطنية للاعلام والنشر والإشهار المجاهد ذي الأصول الإيطالية فيليكس كولوزي، للحديث عن مساره النضالي والجهادي خلال ثورة التحرير المباركة 1954، والتي انضم إلى صفوفها عن قناعة، جرى اللقاء بحضور العديد من مرتادي الفضاء الثقافي الجواري وسط العاصمة البيضاء بدأ اللقاء بتقديم روبورتاج عن مسار وحياة فيليكس، وقال هذا الأخير في بداية حديثه أنه لم ينجح في الدراسة وأنه استغرب في المدرسة لكون العرب كانوا قلة وقد علل الكولون بأن الأهالي لا يحبون دفع أبنائهم للدراسة، كما ذكر بأن الأوروبيين كانوا عنصريين وضد العرب، وأنه دخل عالم الشغل وعمره 14 سنة، وكان يجهل تماما ما جرى في 1945 والأحداث الأليمة لكونه كان شابا وإنما علم ذلك فيما بعد، ولقد أصيب بالهلع مما حكي له عن مجازر8 ماي، وقال بأنه عمل في 1947 في شركة فرنسية للإذاعة "أ س اف أر" وانتمى في وقت لاحق إلى الحزب الشيوعي الجزائري "بي سي أ" أين تلقى تكوينا سياسيا وعرف عن قرب فقر الجزائريين من خلال المناضلين الشيوعيين وعن إمكانية استقلال الجزائر. لما قرأ فيليكس بيان نوفمبر بفضل صديق من خلال جريدة "الجزائر الجمهورية"، لم يكن إلا موافقا على كل ماجاء فيه، وجاء عام 1956 لينخرط نهائيا في الحرب التحريرية ويختار الفداء، حيث قام بعملية القنبلة مع حشلاف وايفتون وجاءت الشرطة إلى بيته للبحث عنه، وقد رمى فيليكس كل الأوراق والوثائق المهمة التي كانت معه، وقامت الشرطة بنزع ثيابه أمام عائلته وقامت بضربه وتعذيبه، ليزج به في السجن، حيث أمضى عامين كاملين في سركاجي المرحلة التي كانت جد صعبة بالنسبة إليه كون السجن كان المكان المخصص لتنفيذ حكم الإعدام على المقاومين، ثم نقله إلى سجن لومباز حيث تم هناك قتل 80 شخصا، أما الجرحى فيقول فيليكس أنهم لم يكونوا يسعفون، ثم نقل إلى سجن روان بشمال فرنسا، السجن الذي تعلم فيه الرياضيات والفيزياء، وبعد ستة سنوات سجنا يخلى سراحه في 1962، واختار فيليكس بعد الاستقلال الذهاب إلى بلغاريا للدراسة لمدة سنوات. أعقب اللقاء نقاش ثري وقرأ عمر بوسلامة قصيدة بالإيطالية "نشيد النضال"، كما قدمت نعيمة دريدي وهي رئيسة جمعية باقة ورد لعقيلة كولوزي، مؤكدة أنها وعلى لسان كل الجزائريين تفتخر بهذا المناضل والمجاهد الأوروبي. وقال متدخل آخر أن مشاركة فيليكس أعطت الثورة التحريرية بعهدها الشمولي العالمي. وأعرب جل المشاركين عن اعترافهم بالمجاهدين الجزائريين من أصول أوروبية الذين شاركوا في الثورة الجزائرية على غرار "اني شتاينر" وزهرة الألمانية وعلي الألماني. وأتبع اللقاء بيع بالإهداء لكتابه الصادر عن منشورات الكلمة والموسوم "ذاكرة السجن 1956-1962".