فترة 18 أو 19 ساعة هي التي قضاها خير الدين زطشي كمترشح وحيد لرئاسة الفاف على مستوى مقر الاتحادية، العدادات عادت سريعا إلى الصفر بعد تدخل لجنة الترشيحات. سيناريو غريب وعجيب هو الذي عاشه مقر الفاف بين سهرة أول أمس وصبيحة أمس، فبعد أن ظن الجميع أن زطشي دخل السباق بقوة وأنه سيكون وحيدا كمترشح لرئاسة الاتحاد أمور كثيرة حدثت في الكواليس من بينها دخول مدوار السباق كمرشح شبه رسمي لرؤساء الأندية، حيث أكدت بعض المصادر أن أغلبية الرؤساء لم يتقبلوا فكرة ترشح زطشي خاصة لما سمعوا بتركيبة مكتبه الفدرالي الذي ضم ربوح حداد وكذا ولد زميرلي فكان الرد سريعا ودفع لجنة الترشيحات إلى لعب ورقة هامة وهي ورقة القوانين التي تم تطبيقها بعد تجاهلها ليتم إلغاء كل ما تم إيداعه من قبل ويعاد كل شيء إلى الصفر، حيث كشفت اللجنة المعنية أمس عبر بيان نشر على موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن ضرورة مطابقة القوانين مع تعليمة الفيفا التي تنص على ضرورة ترك 60 يوما بين الجمعية العامة العادية والانتخابية وهو ما لم يتم تطبيقه في أول الأمر وهو قرار نتجت عنه تواريخ جديدة وفرص أخرى للتفكير في دخول غمار الانتخابات من البيت الواسع. مدوار يعيد روراوة من بعيد إلى السباق في وقت كانت الآجال قد انتهت رسميا أول أمس في منتصف الليل، عادت اللجنة وأكدت أمس أن التواريخ تم تمديدها لتبدأ يوم أمس 13 مارس وستدوم إلى غاية ال28 من نفس الشهر، أي 15 يوما جديدة قد تسمح للعديد من أشخاص أن تحضر ملفات ترشحها من بينها الحاج روراوة الرئيس المنتهية عهدته الذي كان قد أعد مخططا وضع من خلاله الثقة في شخص ياسين بن حمزة رئيس مولودية سعيدة وعضو المكتب الفدرالي السابق ليترشح مكانه، لكنه طالبه بعدم إيداع الملف بعد أن كان قد وصل إلى مقر الفاف صبيحة أمس. وأكدت مصادر مطلعة أن روراوة لم يتوقف عند هذا الحد بل اتصل بمنافسيه المتواجدين في مخططات زطشي ليتمنى لهم مواصلة ما شرع فيه من برامج معترفا ضمنيا بالهزيمة، لكنه كان يخبئ على ما يبدو مفاجأة لهم والمتمثلة بعدم تطابق التواريخ مع القوانين سلاح أخير عمل على إخفائه وهو ما قام به عبر مدوار رئيس أولمبي الشلف الذي تدخل قبل انقضاء الآجال فدفع بترشحه ومن ثمة قام بالاعتراض عبر طعن على الإجراءات المتخذة والقوانين غير المطابقة لتعليمات الفيفا وهو ما أتى أكله، وسمح اجتماع لجنة الترشيحات أمس لإيقاف العملية وإعادة الحسابات إلى الصفر وهي فرصة ثانية لكل من لم يسعفه لا الحظ ولا الوقت لإيداع الملف. روراوة يكشف النقاب عن معارضيه وقد يفاجئ روراوة المتواجد في أدغال إفريقيا وفي اثيوبيا حيث سيدخل يوم 16 انتخابات المكتب التنفيذي للكاف، سيعود الى أرض الوطن وسيكون له الوقت الكافي لدراسة الوضعية ورغم تأكيداته لمقربيه أنه غير معني بالانتخابات إلا أن الحراك الذي نتج في الساعات القلية الماضية عن الصراعات الداخلية وتدخل الوزارة الوصية في ملف زطشي بحيث دعمته بشكل مباشر، قد يدفع ''الحاج'' إلى تعبيد الطريق لفترة رئاسية أخرى خاصة أن كل ما حدث سمح له بمعرفة معارضيه ومسانديه وبعد أنه يكون قد طوي ملف الكاف بالإيجاب أو بالسلب ، سيعود من الباب الواسع الى السباق محليا، فيما يبقى راي السلطات العليا هاما في تحديد الرئيس القادم، والأكيد أن ملف زطشي الحالي غير مقبول لكن هذا لن يمنعه لإعادة تشكيله ومطابقته للقوانين وانتظار تاريخ ال27 أفريل البعيد جدا الذي سيكون تاريخ نهاية المسلسل، خاصة أن إلغاء ملفه متعلق بعد مطابقة ملفات عناصر مكتبه الفدرالي للقوانين، فمن سيكون بطل الحلقة الأخيرة يا ترى؟