رفع المهرجان الدولي لوهران للفيلم العربي ستار فعاليات الطبعة العاشرة، سهرة أول أمس بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة"، والتي تستمر إلى غاية 31 جويلية الجاري، حيث جرى حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية بإشراف من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بحضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي وكوكبة من نجوم السينما العربية والوطنية وكذا شخصيات ثقافية. واختارت محافظة المهرجان الشروع في الفعاليات، بفيلم السهرة الأولى السوري بعنوان "ليليت السورية" للمخرج غسان شميط الذي أنتج خلال السنة الجارية 2017 ويعرض لأول مرة أمام الجمهور. وتحضر عدة دول عربية في هذه الطبعة التي تتميز بمشاركة 31 عملا في إطار المسارات الثلاث للمنافسة للظفر بجوائز "الوهر الذهبي" وهي على التوالي الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية. وستشهد هذه الطبعة أيضا برامج عديدة وأركان متنوعة، حيث ستتسع رقعتها لتشمل عرض أعمال سينمائية عربية في الفضاءات العمومية بوهران إلى جانب ومستغانم ومعسكر، وذلك لتزامن عمر هذا المهرجان وموسم الاصطياف. ميهوبي: نحو وضع آليات جديدة لتطوير السينما الجزائرية وأعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، في كلمته الافتتاحية للطبعة العاشرة للمهرجان الدولي لوهران للفيلم العربي عن التفكير في وضع آليات جديدة لتطوير السينما الجزائرية والنهوض بمجال السينما في بلادنا، مشيرا إلى أن الشارع الجزائري على غرار الشارع العربي يتوق إلى سينما متجددة تعالج انشغالاته بصيغ متجددة وبرؤى متنوعة". وأبدى ميهوبي استعداد قطاعه لاستقبال مشاريع سينمائية ذات جودة، وتطرح مواضيع هامة للمشاهد، مشيرا في هذا الجانب إلى نوعية الدعم المادي والمعنوي الذي تحظى به السينما الجزائرية والثقافة على وجه العموم من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى جانب الإرادة القوية التي توليها الحكومة لتطوير الفن السابع في الجزائر. ودعا وزير الثقافة إلى إنجار أعمال سينمائية عربية مشتركة مبرزا أن القضايا متشابهة والهموم واحدة لذا علينا أن نجسد ذلك من خلال أعمال سينمائية مشتركة نعمل من خلالها على تطوير السينما العربية عالميا، وذكر في ذات السياق أن تحديات كبيرة تواجه السينما العربية سيما في ظل التحولات العميقة التي تشهدها دول المنطقة، وحث بالمناسبة على تأريخ هذا الواقع سينمائيا والتفكير أيضا في سينما المستقبل. تكريم سبع أسماء سينمائية وثقافية عربية لامعة تميز حفل افتتاح الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة"، بتكريم سبع شخصيات لامعة على الساحة السينمائية والثقافية العربية. وتم بالمناسبة تكريم الفنان والممثل الجزائري الكبير الراحل حسن الحسني (1916-1987) المعروف فنيا باسم "بوبقرة" الذي ترك وراءه روائع سينمائية ورصيدا من الأعمال التي لا يزال يعتز بها المشاهد الجزائري والعربي ويتوق لإعادة اكتشافها، وقد اتسم مشواره الفني بالأدوار الفكاهية التي تستهدف بعث الرسائل التربوية والاجتماعية الهادفة، حيث تميز بموهبة كبيرة في التمثيل والأداء وشارك في عدة أفلام بقيت خالدة تجاوز عددها 40 من بينها "أبواب الصمت" لعمار العسكري و"ريح الأوراس" سنة 1966 و"العصا والأفيون" لأحمد راشدي سنة 1969 و"وقائع سنين الجمر" لمحمد لخضر حامينا في 1974. وتم تكريم أيضا الفنانة والممثلة المصرية كريمة مختار (1934-2017) التي لها رصيد فني كبير في مجال التمثيل السينمائي والتلفزيوني كفيلم "الحفيد" كما عرفها الجمهور الجزائري والعربي عموما بدورها في مسرحية "العيال كبرت" ومسلسل "يتربى في عزو" الذي أدت فيه شخصية "ماما نونو". وتميز مشوارها الفني بالأخص في أداء دور الأم في الأعمال التلفزيونية والسينمائية المصرية، حيث حظيت بالتكريم والجوائز خلال عدة مهرجانات دولية. كما كرمت الفنانة المسرحية نادية طالبي خلال هذه المناسبة حيث برز مشوارها الفني بأعمال مسرحية كبيرة حضرها زعماء الجزائر والعالم كبن بلة وهواري بومدين والقائد الكوبي شيغيفارا. ولدى الفنانة نادية طالبي التي ولدت في 1944 بمستغانم تجربة أيضا في مجال السينما من خلال مشاركتها من خلال التمثيل في عدد من الأفلام مثل "وقائع سنين الجمر". وكرم المهرجان أيضا في طبعته العاشرة الفنانة السورية رغدة المولودة في سنة 1957 بحلب والتي تعيش بمصر والتي تميزت في عدة أعمال سينمائية على غرار "زوجتي والذئب" و"المركب"، وذلك إلى جانب تكريم الفنانة التونسية موني نور الدين. وكرم الممثل الجزائري حسان بن زراري ابن عاصمة الشرق الجزائريقسنطينة، حيث عرف ببصمته الفنية في السلسلة التلفزيونية الفكاهية "أعصاب وأوتار" وأدى أدوارا هامة في أعمال سينمائية جزائرية مثل "دورية نحو الشرق" للراحل عمار العسكري وغيرها. وحظي بالتكريم أيضا الكاتب الجزائري ابن منطقة القبائل الكبرى مولود معمري (1917-1989) والذي كتب العديد من الروايات منها "العصا والأفيون" و"الربوة المنسية" وحولت العديد من أعماله إلى أفلام خالدة في السينما الجزائرية. وتم أيضا بهذه المناسبة تكريم الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم الذي يعد من أبرز النقاد والموثقين العرب الذين ساهموا في أرشفة السينما العربية والفلسطينية على وجه الخصوص، حيث كتب مؤلفات عن السينما مثل "السينما الفلسطينية في القرن العشرين" و"رؤى ومواقف في السينما السورية". يُذكر أن حفل افتتاح هذه الطبعة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي أشرف عليه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد تميزت بعدة برامج فنية، وستتواصل فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي التي تشارك فيها عدة دول عربية إلى غاية 31 جويلية الجاري. وكالات/ زينة.ب