وجرى تحت شعار "رياض الأطفال صناعة للأجيال" نحو تكوين معرفي لمربية الروضة لمواجهة تحديات العصر، وتحت إشراف الأستاذ جلولي العيد وعدد من الباحثين العرب. هذه المنظمة لا تزال منذ تأسسيها تنشط في حقل الطفولة والأسرة وتتواجد في معظم ولايات الوطن، وقد عقدت مكاتبها المختلفة ملتقيات تكوينية لفائدة رياض الأطفال وها هي الآن تعقد الملتقى العربيالذي سيناقش موضوع رياض الأطفال متبوعا بورشات تكوينية. حضر الملتقى الأردن، فلسطين، اليمن، مصر، سلطنة عمان، تونس وقد غاب السوريون بسب عدم حصولهم على التأشيرة، كما حضر وفد من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وقد أوضح يوسف قدادرة رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الطفل والأسرة أنه تم تنظيم أربع ملتقيات ولائية حول رياض الأطفال، هي الملتقى الولائي لرياض الأطفال بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي في ديسمبر 2017، وأخر في دار الثقافة احمد رضا حوحو ببسكرة في جانفي 2018، وثالث في مركز التسلية العلمية بالمدية افريل 2018، وملتقى بالمكتبة الرئيسية بورقلة أفريل 2018، بالإضافة إلى ملتقى وطني جرى في عنابة واليوم توسع الأمر ليشمل عدد من الدول العربية، وستعرف السنة القادمة 2019 تنظيم عدد أخر من الملتقيات الولائية في مناطق أخرى خصوصا وانه تم فتح مكاتب ولائية أخرى.قدمت خلال هذا الملتقى عدة ورقات بحثية منها مداخلة أمل عيد من مصر بعنوان "برنامج قائم على الأيدي والعقول لتنمية مهارات التفكير العليا لدى طفل الروضة"، تلتها ورقة مفصلة للقادمة من المملكة الأردنية الهاشمية من جامعة أل البيت حول أهمية تأهيل المعلمات في خصائص النمو لدى أطفال الرياض"، ومحاضرة نبيل صالح وافي من اليمن حول "مهارات استشراف المستقبل بتطبيق إستراتيجية الكايزن في رياض الأطفال"، تلتها مداخلة سامية عزيز من الجزائر حول "دور رياض الأطفال كمؤسسة اجتماعية بديلة"، كما قدمت هادية مشيخي من سلطنة عمان تدخلا حول "برنامج ريجيو ايمليا الإيطالي ودوره في تربية الطفولة الصغيرة"، وسبقتها مداخلة أمال البندالي من مصر حول "طموحات وأمال رياض الأطفال".وقد أجمع المتدخلون عل أهمية المربية في العملية التربوية للروضة وبأنها ليست للتعليم بقدر ما هي للتعلم، لاكتشاف المحيط أو بالأحرى تحضيرا لمرحلة المدرسة، وعلى أهمية المرحلة في تشكيل الشخصية والتكوين والنمو الانفعالي النفسي والتعبير عن الانفعالات والأحاسيس، وعلى وجوب أن تكون العلاقة بين الأسرة والروضة ممتدة في تواصل محكم.من جهته قدم محمد الجبالي وهو المكلف بشؤون الشباب والرياضة في سفارة مداخلة دولة فلسطينبالجزائر بعنوان "تاريخ رياض الأطفال في فلسطين" عاد فيها المتدخل إلى بداية الاهتمام بروضات الأطفال بعد استقرار السلطة الفلسطينية في 1995 وإلى واقع رياض الأطفال في المحافظات الجنوبية من دولة فلسطين، حين وضعت القوانين والشروط لترخيص إنشاء واستحداث رياض الأطفال بعد أن كانت زمن الاحتلال عبارة عن مؤسسات تتبع لجمعيات أو أشخاص، فأحصت الدراسة التي قدمها ما بين 2010 و2015 ارتفاعا في عدد الروضات من 251 إلى 477 بزيادة نسبتها 90 بالمائة، وقد سبق للمتدخل أن تحدث عن أهمية مرحلة الطفولة التي قال أنها الركيزة الأساسية للسلم التعليمي والانتقال إلى المراحل الدراسية التي تليها، وهي مرحلة حرجة مهمة وتحتاج من المجتمع والأفراد إلى العمل سويا للعناية بطفل رياض الأطفال ففيها تتأسس شخصية الفرد واتجاهاته وتتبلور فيها شخصيته، مقدما نظرة عن مفهوم الرياض ودورها التربوي، وأهدافها، الخلقية، السلوكية، الاجتماعية، تنمية القدرات، لغوي، وقائي، صحي وانضباطي.