وكيف عرفت أن الله لا يستجيب لك ؟! الذي أؤمن به واجزم به يقيناً أن الله يستجيب دعوة الداعي إذا عاه . لأنه قال : " ادعوني أستجب لكم " وقال : " وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " . وتمت كلمة ربك صدقاًوعدلا .. ومن أصدق من الله قيلا ! فكيف تقول أن الله لم يستجب لك ؟! يعني على أي اساس قلت هذا ؟! أخي .. دعني أسألك : من أين لك ( يد ورجل ) و ( عين تبصر بها واذن تسمع بها ) ! هل هذه الأشياء أعطاك الله إياها بسؤال أو بدون سؤال ؟! نومك راحتك .. ضحكتك بسمتك .. اهلك اصدقاؤك .. أكلك شربك .. هل اعطاك الله كل هذه الأشياء بسؤال أو بدون سؤال ؟! إذن كيف تقول ( لا يستجيب لك ) ! إنه يعطيك بدون أن تسأله . صحتك عافيتك . . خلقك بلا اعاقة .. بلا مرض نفسي .. بلا تخلّف .. هل سألته ذلك .. أم أنه أعطاك كل هذا بلا سؤال !! أخي .. كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : إنّي لا آخذ همّ الإجابة - لأن الله قد وعد بها - لكنّي آخر همّ الدعاء . هم الدعاء أن يكون بقلب حاضر .. أن يكون بإلحاح .. أن يكون بصدق .. أن يكون خصا لوجه الله .. أن يكون بيقين وحسن ظن بالله .. كل هذه المعاني ( هي دورك ) في الدعاء هل قمت بها ؟! إن أحسنت الظن بالله .. فلن تقول ( لم يستجب لي ) لأن هذا ليس من ن الظن ! إذن يا أخي .. قل : كيف يستجيب الله دعائي ؟! يستجيب الله دعوة الداعي إذا دعاه إذا حصل الشرط ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ) . فالقاعدة تقول : الاجابة على قدر الاستجابة . على قدر استجابة المرء لأوامر ربه وانتهائه عن زواجره على قدر ما تكون الاستجابة . على قدر ما يقوم في القلب من تصديق وإيمان .. على قدر ما تكون الاستجابة .. أخي .. قد أخبرناالنبي صلى الله عليه وسلم أن إجابة الدعاء تأخذ ثلاث جوانب : إمّأ أن يعطي الله عبده سؤاله الذي سأله . أو يصرف عنه من السوء على قدر دعاءه . أو يدّخر الله الاجابة لعبده إلى يوم القيامة . فيكون دعاءه في الدنيا شافعاً له يوم القيامة . إذا رايت إجابة الله لدعاءك تأخّرت .. فراجع نفسك .. راجع إيمانك .. راجع علاقتك مع الله ... إذا تأخّرت الإجابة .. فابحث حولك .. وأنظر كم حولك من النعم اعطاك الله إيّاها بلا سؤال .. انظر حولك .. كم من المصائب والأمراض الكوارث والأقادار المؤلمة التي يقدّرهاالله علي غيرك يصرفهاالله عنك . . إذا تأخّرت عنك إجابة الدعاء ... فقل لعل الله يدّخرها لي ليوم القيامة . أرأيت .. كيف أن الله يستجيب دعاءك ؟!