الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي معروفة في الوسط الأدبي بمسيرتها الطويلة في العراق والوطن العربي، التحمت بقضايا شعبها حتى لقبت ب «نخلة العراق»، و « شاعرة المقاومة العراقية»، هي واحدة من أهم الأصوات الصادحة بالحق والحلم العربي، تملك في رصيدها أكثر من 15 ديواناً على غرار « طفلة النخل» ،هديل اليمام، تباريح سومرية ،جزر الأقحوان ،بكيت العراق، فضلاً عن مشاركاتها في الكثير من المهرجانات والملتقيات الثقافية عبر جل العواصم العربية. عملت ساجدة الموسوي كموظفة في المركز الثقافي العراقي بلندن سنة 1989 لمدة 4 سنوات، وحملت عضويات في المكتب التنفيذي في كثير من الهيئات والمؤسسات الثقافية كالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، اتحاد الكتاب العرب، اتحاد أدباء وكتاب الإمارات، الهيئة العليا لمهرجان المربد الشعري حتى عام 2003، كما ترأست تحرير مجلة المرأة العراقية، ونادي الجمهورية الثقافي ببغداد، ترجمت قصائدها إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية،التركية، وعلى هامش تكريمها في الملتقى الدولي للشعر البليدي من قبل وزير الثقافة كان لنا معها هذا الحوار : - ما هو شعورك و أنت تزورين الجزائر كضيف شرف و تكرمين من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في البليدة ؟ - الجزائر هو البلد الذي استقبلني بالورود وفتح قلبه لقصائدي،سعيدة جدا بهذه الحفاوة وهذا التكريم الرائع من قبل الصديق وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، ومهما قلت لن يكفى التعبير عن المحبة المتبادلة بين الجزائروالعراق، فأجمل ما أحمله في قلبي اتجاه هذا الوطن منذ صغري هو نشيد «قسما» ، حيث كان جسمي يقشعر عند سماعه في كل مرة، حب الجزائر مغروس منذ الطفولة في قلبي، فهي قلعة شامخة للعروبة والنضال و منها نستلهم الدروس و العبر . - يتضح حنينك للوطن في كافة أشعارك، وكثيرا ما ترتحلين إلى عوالم عدة محطتها الأولى دائما العراق، فتتغزلين به ،فماذا يمثل لك الوطن ؟ - وطني هو حبيبي الأول والدائم في قلبي ،والذي كان وما يزال وسيظل يعشعش في ثنايا روحي ويسكنني ويرافقني أينما أكون حتى لو سكنت المريخ أو زحل، ولو أردت وصفاً لهذا الحب لقلت إنه ولد مع ولادتي، صرنا توأما، كبرنا سوياً، كلما مرت السنون يتعمق هذا الحب وتمتد جذوره وتشتبك غصونه وتحلو ثماره ويزداد ظلّه، أما الاغتراب عن الوطن فهو الذي يجعل من هذا الحب يتيماً يبحث عن أبيه الوطن، فالغربة يُتم قاسٍ لذلك تتوشح قصائد الغربة بالحنين والشوق، غربتي عن وطني العراق طالت منذ احتلاله. - كيف يناضل قلم ساجدة الموسوي من أجل تحرير العراق ؟ - كل شاعر له رسالة و رسالتي هي الدفاع عن وطني العراق، سلاحي هو القصيدة، و الشعر له دور قد يكون أقوي من السلاح، أتمنى أني فعلت شيئا من أجله عن طريق حرفي،. أما المؤامرة التي حيكت ضد العراق ،بدأت بضرب الإسلام منذ سقوط غرناطة و الأندلس، ثم فلسطين ثم بقينا نكافح من أجل تحريرها ،فسقط العديد من الشهداء من العراقيين ضد الكيان الصهيوني، و بعدها جاء احتلال العراق و تم تدمير بنيته التحتية ،فقتل علماؤءه و شرد أطفاله، هو مخطط كبير ،بعدما كان العراق قد وصل إلى مرحلة من التقدم بشهادة منظمة اليونسكو، وتوالت المأساة العربية بالربيع العربي كما يسمونه، والغريب أن الغرب وحدوا جهودهم و أهدافهم في نسف هذه الأمة، لكن العرب متشتتون في الرؤى والمصالح ،ما نتج عنه إخوة مشردين في كل من فلسطين ، سوريا ، اليمن و غيرها من الدول التي أصابتها لعنة الربيع العربي، وبالتالي ولادة جيل لا يقرأ ولا يكتب والدول العربية للأسف لا تعي هذا الخطر الذي سيقضي علي وجودها حتما . - كيف تصفين المشهد الثقافي العربي خاصة و أنت حاليا تعيشين في دولة الإمارات العربية المتحدة ؟ - الخط أو الرسم البياني للأدب العربي يرتفع إبداعياً بشكل عام، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة أين أقطن حاليا ، هناك نهضة ثقافية كبيرة واضحة تبشر بخير وتحفز على الإبداع على كافة المستويات وليس في الأدب وحده، بل في مجالات أخرى ، أنا فخورة بالتقدم الحاصل في دولة الجزائر الشقيقة ،فهي جزء حي من وطني العربي الذي أفتخر به ،ووجهة حضارية عالمية والنهوض الثقافي الذي تشهده هو نتيجة واضحة لوعي قادتها بأهمية الثقافة ودورها الإنساني والقومي . - مسك الختام ؟ - أحيي الجزائر بلد المليون والنصف مليون شهي، فهي قلعة شامخة للعروبة والنضال،و كانت قبلة للثوار و ما سمعته في البليدة من قصائد حب للعراق من قبل أبناءها الطيبين يدل على أن الحبل السري لن تقطعه مؤامرات الغرب أبدا، و أن الشعوب العربية ستكب يوما تاريخها و توقع حريتها.