بعد إسدال الستار عن الطبعة الرابعة لمهرجان الأغنية الوهرانية احتضن مسرح الهواء الطلق »المرحوم حسني شقرون« نشاطا فنيا من نوع الفكاهة والمرح واستطاع الفكاهي عبد القادر السكتور من جلب عدد كبير من العائلات والشباب مرة أخرى إلى المسرح المذكور ووسط هتافات الترحيب، وفي جو ليلي شاعري وفي تنظيم محكم وتواجد لعدد كبير من رجال الأمن العمومي وآخرين لمؤسسة خاصة وبعد طول انتظار قارب الساعتين ظهر الفنان عبد القادر السكتور على الركح لينطلق في عرضه الفكاهي الهادف تحت عنوان »عيشة لكلاب« ولمدة فاقت ساعة وخمسين دقيقة تحت تصفيقات حارة للآلاف من عشاقه، قصة صديقة أحمد التيرمو وسفرهما إلى فرنسا حيث الإهتمام بالحيوان أكثر من الإنسان خاصة وإن كان مهاجرا وكيف تمنى أن يكون كلبا هناك حتى تعطى له وثائقه وفي مقارنة عجيبة وذكية لواقع المجتمع الجزائري مقارنة بالمجتمعات الأوروبية بعث برسائل عديدة للجمهور الحاضر من خلال الدعوة إلى الإهتمام بالوالدين وخاصة الأم وعدم تصديق ما يقال على أن الجنة في الضفة الأخرى من البحر المتوسط وسرد من خلال عرضه »عيشة لكلاب« كيف اتصل به المبدع محمد حميدي من فرنسا وعرض عليه الحضور وتقديم بعض السكاتشات والعمل مع الفنان الفكاهي جمال دبوز، وأنه كان مهمّشا في بلادنا قبل أن يسافر إلى المهجر وأنه ما زال يحنّ إلى تلك العبارات الصادقة لوالده ولتسلّطه. عرض مزج ما بين المضمون الخاص بالمونولوڤ والسيرة الذاتية لصاحبه وفي كل مرة كان ينزل تهكّما على أصحابه وخاصة أحمد »التيرمو« ولتأكيد صفة الفنان والتملّق وتزايدها في مجتمعنا قدم صور كثيرة من الواقع. ومن حين إلى آخر، تتعالى الضحكات والقهقهة لجمهور لم يستطع تمالك نفسه أمام قذائف السكتور المضحكة. للتذكير عبد القادر السكتور فكاهي معروف أصيل منطقة الغزوات بدأ بتقديم عروضه وأعماله في الأعراس والحفلات الخاصة عانى من التهميش والتجاهل وأغلقت وسائل الإعلام خاصة الثقيلة في وجهه، مثلما أوضحه في ندوته الصحفية وبعدما تألق في فرنسا جاء الإعتراف بقدراته من الداخل وهو يعمل في نادي الكوميديا بباريس رفقة الفكاهي المغربي الأصل جمال دبوز وله عدة عروض مبرمجة في مدن فرنسية وأوروبية، عبد القادر السكتور غير »السكتور« وظهرت عليه ملامح الإحترافية في العمل من خلال المنهجية في تقديم العرض وتسلسل أحداثه وتغيير مضمون أعماله من نكت مضحكة إلى مواضيع ساخرة هادفة ذات معاني ورسائل موجه للجماهير التي احتضنت ابن الغزوات وتسابقت لأخذ الصور التذكارية معه بعد إنتهاء العرض.