- الخريف العربي يريد طمس الحضارة والتاريخ - الساحة السياسية أصبحت مسرحا للهواة الشاعرة التونسية محبوبة خمّاسي من الوجوه الثقافية التي أبدعت في الوسط الأدبي العربي سواء في مجال الشعر أو كتابة الطفل، هي من مواليد 12 مارس 1961 بمدينة الكاف ،تعيش حاليا بمدينة المانستير الساحلية و تعمل كأستاذة في اللغة الفرنسية ، زارت مؤخرا الجزائر في ملتقى دولي فكان لنا معها هذا الحوار : - حدثينا عن المشهد الأدبي التونسي؟ - يشفرني أن أنتمي إلى الكتاب الذين تفخر بهم الساحة الأدبية والثقافية التونسية من عصر العلّامة ابن خلدون إلى أبي القاسم الشابي، والدّكتور نور الدين صمّود، حسن المحنوش ، الشاعر الغنائي المزغنّي، الأديب الكبير والقاص والمؤرّخ محمد الجلاصي ، جمال الصّليعي ،سوف عبيد، منصف الوهايبي ،محمد الغزّي ، نادية تهيمش ، والمرحوم الشاعر « الصّغيّر أولاد أحمد « الذي سبق عصره وزمانه، فالشّعر ميدان والشعراء فيه فرسان من الشعر العمودي إلى قصيدة النثر إلى الشعبي ومن ثمّ الغنائي، وكل أنماط الكتابة من النص المسرحي،إلى الرواية، فالأدباء كل يختلف عن الآخر ويلتقي معه في الكتابة. وأنا من جهتي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية والأدبية بعدة مداخلات في أدب الطفل ،المسرح، وخاصة في تكوين جيل من «الأدباء الأطفال « من خلال الإشراف والإنتاج في مجال نشر القصة، ولم يستقر قلمي على نمط واحد من الكتابة، فأنا اكتب الشعر العمودي ، قصيدة النثر ، الومضة ، أيضا الشعر الشعبي ، الغنائية و باللّغة الفرنسية أيضا إلى جانب القصة و الرواية . - ما هي أهم الملتقيات التي شاركت فيها محليا و دوليا ؟ - شاركت في عدة ملتقيات أدبية جهويّة، وطنية ودولية،خاصة في ملتقيات تعنى بأدب الطفل المبدع داخل الجمهورية التونسية وخارجها، ومنها ملتقى الطفل المبدع في الجزائر، شعر الشباب ، ملتقيات أطفال أدباء، الأديبات الشابات، المرأة المبدعة، الملتقى الدولي الأول لربيع الشعر البليدي وغيرها من عدة تظاهرات ثقافيّة . - حدثينا عن أهم أعمالك المنشورة ؟ - صدرت لي عدة أعمال أدبية سواء في الشعر أو قصص الأطفال، منها مجموعات شعرية بعنوان» على مرفأ الانتظار»،» صمت المرافئ» و رواية «فوضى الفصول» إلى جانب سلسلة قصصية تضم 10 قصص بعنوان « مي والحسّون» ،« اللّقالق لا تهاجر» ومجموعة شعريّة غنائيّة للأطفال وعندي عدة أعمال أخرى تحت الطباعة. - متى تأتي لحظة الإلهام التي تجعلك ترفعين القلم و تكتبين نصا أدبيا؟ - أكتب عند شعوري بالرغبة في طرح بعض القضايا الخاصة بالمرأة والطفل، إلى جانب أن الساحة السياسية أصبحت مسرحا للهواة وغيرهم ممن يريدون فرض نمط معين على سكان الجمهورية التونسية وعلى بعض دول العالم التي طالتها « فوضى الخريف العربي» وليس الربيع العربي ومزقت أوصالها لما للكتابة من تأثير مباشر على القراء وعلى المجتمع المدني وتشريكه في الحفاظ على سيرورة البلاد والمرور بها إلى بر الأمان . - كيف يعالج الشاعر راهن بلده ووطنه العربي ؟ - أصبح المشهد العربي كارثيا لما وصلت إليه الدول من دمار كبير، ومن فوضى ورجعية مبرمجة لطمس الحضارة والتاريخ والرقي وتشتيت أبناء البلد الواحد، إنه استعمار جديد يريد الفتك بالبلاد والعباد معا حتى ينفرد بثروات البلد المحتل الذي يغرقونه في التناحر والتقاتل والتطرف الذي يسمح لهم ببسط نفوذهم على ذلك البلد الذي يسوسه جهلة قضوا على كل مظاهر الجمال والرقي واستبدلوها بالفرقة والشتات والدولار الذي يقدسونه لأنهم مرتزقة لا يفكرون إلا في مصالحهم الضيقة، و لمحاربة هذه الأفكار الهدامة هو الحرف الراقي،فالكلمة سيف على رقاب المستهترين والغزاة الذين « لا دين لهم ولا قرار « سوى تقديسهم للبترول والدولار وكل مظاهر التدنّي والعبودية ، فلما تخاطب شعبا مثقفا فأنت قد تصل معه إلى حل يرضي الجميع، لكنك لا تستطيع أن تصل إلى حل مع جهلة وأميين همهم الوحيد تكديس الأموال القذرة التي تبنى على جماجم البشر و على رفات الأطفال والنساء والشيوخ وتطمس حضارات الشعوب المتحضرة .فإذا راهنت على نشر الوعي والثقافة فقد راهنت على كسب المعركة ضد التخلف والجهل وإعطاء معنى للحياة من جديد.