عملية تخزين المواد الغذائية في المنازل من طرف العائلات هي سلوك قديم حديث فالعملية كانت و لا زالت وسيلة تستعمل من طرف ربات البيوت لتحقيق أهداف متعددة منها عملية تنظيم نفقات البيت في مجال المواد الغذائية و ماليته آخذين بعين الاعتبار احتياجات العائلة من المواد الغذائية و كميتها وفقا لوحدة زمنية معينة غالبا ما تكون شهريا إلا أن القيام بعملية التخزين طيلة السنة لم تعد مسألة عامة في العائلات كما كانت في السابق بسبب كثرة المواد الغذائية و تنوعها ووفرتها في السوق و لكن نجدها في المناسبات أهمها في شهر رمضان لعدة أسباب قد تختلف عما كان في العهد السابق، ومن ذلك الاختلاف في سعر السلع و البضائع التي غالبا ما ترتفع أسعارها بشكل رهيب خلال الشهر المبارك مما يدفع العائلات إلى شراء المواد الغذائية الأساسية ذات الاستعمال الواسع خاصة في شهر رمضان الذي أصبح يعني مصاريف كثيرة،التهاب للأسعار ، من أجل تخزينها و حفظها قبل أشهر من حلول رمضان مما يخفض الإرهاق المالي على الأسرة ، كما أن عملية التخزين تخفف على أفراد العائلة القيام بمجهودات مضاعفة متعلقة بالبحث و شراء المواد الغذائية في أيام يجتمع فيها على الشخص مشقة الصوم مع الحرارة وأداء الفرائض و السنن . و العائلات العباسية على غرار باقي العائلات الجزائرية منهمكة هذه الفترة في اقتناء مختلف المواد الغذائية و الخضر من الأسواق من اجل تخزينها و استعمالها في شهر رمضان على غرار" الحاجة نورية "60 سنة التي رغم غلاء أسعار عدة مواد خلال هذه الفترة إلا انها وكالعادة بدأت منذ الحين في تخزين الخضر و تجميدها على مستوى المجمد بحيث قامت بشراء كميات متفاوتة من الخضر على غرار البازلاء ، الجزر ، اللفت ، الفلفل الحلو و«القصبر" أو الحشيش الذي يغلى ثمنه في السوق خلال رمضان وكثيرا ما يسجل ندرة في هذه المادة التي تصبح أساسية في شهر رمضان لأنها تتعلق بالذوق الأصيل لطبق "الحريرة الذي لا يستغنى عنه في شهر رمضان ...و غيرها، وأكدت أيضا الحاجة للجمهورية أنها ستقوم بعد ذلك بشراء الدجاج بكميات هامة تكفي طيلة أيام شهر رمضان و اللحم من أجل تجميده مخافة زيادة التهاب الأسعار خلال الشهر الكريم تضيف ""الحاجة نورية التي صرحت أنها تقوم بعملية التخزين منذ سنوات طويلة بحيث مع اقتراب حلول شهر رمضان في كل موسم تبدأ بالتحضيرات وتشتري كل ما يلزمها في هذه المناسبة نظرا لارتفاع الاسعار في رمضان من جهة ولتفرغها للعبادة في شهر القرآن من جهة اخرى،عملية التخزين لا تقتصر على كبار السن الذين اعتادوا على هذه العملية منذ زمن بعيد وانما حتى المتزوجين حديثا أصبحوا يتبعون هذا المنهاج لأنه حسبهم فيه منفعة كبيرة ويدرء الغبن من الناحيتين المادية والمعنوية على غرار سعاد ذات الثلاثين من العمر والتي تقوم هذه الأيام هي الأخرى بشراء كل مايلزم خلال رمضان وتخزينه رغم ارتفاع الأسعار إلا أن درية المواطن بالتهابها خلال رمضان يدفعه إلى التخزين نظرا لمتطلبات الوقت الذي بات يفرض هذا المنطق. وحسب نائب مدير التجارة لولاية سيدي بلعباس فإن عملية الاقتناء الواسع لمختلف السلع والمنتجات الغذائية لا يؤثر كثيرا على السوق وذلك نظرا للوفرة التي تعرفها مختلف المعروضات لأننا في عصر اقتصاد السوق عكس زمن الاقتصاد الموجه الذي كان يعرف نقصا في المواد الاستهلاكية لذلك كان التخزين يؤثر على السوق ويسبب الندرة إلا أن اليوم السوق يعرف تنوعا كبيرا في المنتجات نظرا لكثرة المصانع والمؤسسات الانتاجية وفي حديثه عن ارتفاع الأسعار الذي تعرفه عدة مواد استهلاكية أكد نغس المتحدث أن مادة البطاطا تراجع سعرها نسبيا في السوق وصل إلى 70 دينار في حين مادة الطماطم يبقى سعرها 170 دينار باعتبار أنها خاصة بالبيوت البلاستيكية وهذه التقنية تتطلب مصاريف باهضة لذلك فسعرها يرتفع في غير موسم جنيها.وعن مادة الحليب أكد محدثنا أن الولاية حققت اكتفاء ذاتيا ولم يتم خلال المواسم الماضية تسجيل أي ندرة أو تذبذب في هذه المادة الهامة.