تسارعت العديد من الأسر وسابقت الزمن من أجل جلب بعض السلع الاستهلاكية للشهر المبارك قبل حلول موعده بكثير خوفا من اختلال ميزانيتها في أوائل أيامه بالنظر إلى جشع التجار في الأسبوع الأول منه، ذلك الالتهاب الذي يمس أسعار مختلف السلع لاسيما الضرورية كاللحوم والزيوت وغيرها من المواد الأخرى مما أجبر الأسر على الاهتداء إلى تلك الحلول لضبط الحد الأدنى من ميزانيتها ولم تسلم ولو مادة من التخزين المبكر سواء تعلق الأمر بالخضر أو باللحوم أو الدجاج التي راحت النسوة إلى تجميد البعض منها بالاعتماد على مجمّدات خاصة واستغنت عن جمُاد الثلاجة بالنظر إلى صغر حجمه وعدم اتساعه لضم الكميات المجهّزة من المواد الاستهلاكية للشهر الكريم· ارتفاع السلع في كل مرة وتعلقها خاصة بالمناسبات خلق عادات جديدة لدى المواطن الجزائري لم يكن يعرفها من قبل طمعا في ضمان استقرار ميزانية الأسرة وبما أننا على أبواب بلوغ الشهر الفضيل راحت أغلب الأسر إلى التسابق على جلب بعض المواد واسعة الاستهلاك في شهر رمضان والتي من شانها أن تعرف ارتفاعا خلاله ما أدى بها إلى المسارعة على اقتنائها في هذه الآونة قبل بلوغ الشهر المبارك بنحو شهرين خوفا من اختلال ميزانيتها وفشلها في استكمال الشهر ومن ثمة العجز عن مواجهة الأعباء الملقاة على أرباب الأسر مع اقتراب العيد المبارك وما يحتاج إليه من مصاريف متعلقة بكسوة الأبناء· واستعداد الأسر قابله استعداد من نوع آخر من طرف بعض الباعة والتجار هم الآخرون لتهيئة أنفسهم للربح الوفير بدليل انتشار قصابات جديدة هنا وهناك في هذه الآونة خاصة وأن شهر رمضان الكريم هو بمثابة الفرصة الثمينة للكسب السريع على حساب المواطنين، لاسيما بالنسبة لممتهني بعض الأنشطة التي يكثر عليها الإقبال في رمضان على غرار الجزارة وبيع المواد الاستهلاكية كالزيوت والفواكه المجففة ومختلف العقاقير المستعملة بكثرة في شهر رمضان لذلك راحت أغلب ربات البيوت إلى تدبر أمرهن من الآن· في هذا الصدد اقتربنا من بعضهن على مستوى بعض الأسواق الشعبية المعروفة بالعاصمة فأجمعن على ضرورة انتهاج تلك الخطة من أجل ضمان استقرار ميزانية أسرهن، هذا ما عبرت به إحدى السيدات التي قالت إنها تلجأ في كل سنة إلى تلك الحلول وذلك بجلب المواد الاستهلاكية بكميات مضاعفة قبل حلول الشهر بأيام كاللحوم والزيوت وحتى بعض الخضر وتستعين في ذلك بجمادات كبيرة، إضافة إلى جماد الثلاجة، وبذلك تسلم من التهاب نار الأسعار مع بلوغ الشهر الكريم وهي الحيلة التي اعتمدتها أغلب النسوة قصد المحافظة على ميزانية الأسرة· أما السيدة أمينة فقالت إن لا شيء يؤرقها في رمضان وتتقبل كافة المصاريف إلا المصاريف الباهظة المتعلقة بتوفير اللحم ذلك الذي يبلغ سعره الذروة في رمضان، مما أدى بها إلى المسارعة في تجميد كيلوغرامات منه إضافة إلى بعض الدجاجات التي ليست هي الأخرى في غنى عن ارتفاع أسعارها، لكي تضمن تغطية شهر كامل من حيث اللحوم الحمراء والبيضاء اللازمة في تحضير أطباق الشهر الكريم· هو ما راحت إليه أغلب العائلات الجزائرية قبل حوالي 45 يوما من حلول الشهر الكريم خاصة وأن أغلب المواطنين انعدمت ثقتهم في التجار بالنظر إلى جشعهم المعلن على الرغم من التطمينات التي أعلنها وزير التجارة مصطفى بن بادة حول المحافظة على استقرار ودعم المواد الاستهلاكية واسعة الاستهلاك خلال الشهر الكريم·