تلجأ العديد من السيدات تحسبا للشهر الفضيل، إلى تخزين بعض المواد الغذائية والخضر لتجدها جاهزة للاستعمال من جهة وتوفيرا للمال خاصة مع الغلاء الذي تشهده مختلف المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل، ناهيك عن عدم توفر بعضها بسبب الموسم، هذا الأمر ساهم من التخفيف من الأعباء التي تقع على عاتق العائلة وتساعدها في التوفيق بين احتياجاتها والإمكانيات المادية التي تملكها. انتشرت ثقافة تجميد الخضر والفواكه واللحوم بشكل كبير في السنوات الأخيرة رغم أنها من العادات القديمة الموروثة عن الجدات، هذه الطريقة في تخزين مختلف المواد الغذائية تلجأ إليها ربات البيوت خاصة مع اقتراب شهر رمضان من أجل مجابهة الغلاء الذي تعرفه العديد من المنتجات وهو الأمر الذي يضعها في مأزق في إعداد مختلف الأطباق التي ترغب العائلة في استهلاكها في الشهر الفضيل، حيث أكدت أغلب ربات البيوت اللواتي تحدثن إليهن، أن عادة التخزين تحولت إلى جزء من ثقافتهن خاصة في المناسبات ورمضان على وجه الخصوص. ومع ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان الذي تعود عليه المواطن الجزائري خاصة في الأسبوع الأول يقوم الكثيرون بشراء مختلف اللحوم والخضر الموسمية و»البرقوق « الذي يستعمل في تحضير طبق »اللحم لحلو« الذي لا تخلو مائدة العائلات الجزائرية منه، إضافة إلى المواد الغذائية اللازمة لتحضير أشهى المأكولات قبل أيام من رمضان وهذا تحسبا للغلاء الكبير الذي تسجله أسواق اللحوم بمختلف أنواعها وكذا الخضر والفواكه في أيام رمضان وتكتوي بناره العائلات. وفي هذا الإطار تقول »نوال« أنها تقوم بشراء الدجاج واللحم وتقطعه إلى قطع صغيرة بحسب الكمية التي تستعملها في كل يوم من رمضان، وتحتفظ بها في الثلاجة في انتظار استعمالها في الأيام الأولى من شهر رمضان وهي الفترة التي ترتفع فيها أسعار تلك المواد بطريقة جنونية، وفي ذات السياق تقول »سميرة» أم لطفلين، أنها كل سنة وبحلول الشهر الفضيل تتقاسم هي وأهل زوجها في شراء كبش يذبح يومين قبل رمضان وتتقاسمه العائلات وتخزنه لتحضير مختلف الأطباق. نفس الأمر تقوم به السيدات أمام الغلاء الذي تشهده مختلف الخضر خلال رمضان، حيث تقول »سامية« متزوجة منذ سنتين » اكتسبت ثقافة تجميد بعض المواد الغذائية من أمي التي كانت تحرص على اقتنائها في الفترة التي تكون أسعارها منخفضة تحسبا لارتفاعها، خاصة منها تلك التي تشهد ارتفاعا خلال شهر رمضان ومن بينها الحمص، والقرعة، اللتان تعدان أساسيتان في تحضير الشوربة، حيث أعمل على نقع كميات كبيرة من الحمص وتقطيع كمية كبيرة من القرعة وأضعها داخل الثلاجة، بالإضافة إلى تجميد اللحوم والدجاج وغيرها«. من جهتها قالت » صبرينة« أنها كثيرا ما تتجنب الغلاء الذي تعرفه المواد الاستهلاكية في شهر رمضان، حيث ساهمت هذه الطريقة من تخفيف أعباء الشهر الفضيل الذي يقترن بالعيد والدخول المدرسي، وعليه فشراء تلك المنتجات بأسعار منخفضة في موسمها وتخزينها يوفر لها الكثير من المال لمجابهة تلك المتطلبات، غير أن آمال كانت تشجع الفكرة لكنها باتت لا تستحسنها، حيث أكدت لنا أنها السنة الماضية اضطرت إلى رمي تلك المواد التي قامت بتخزينها نظرا لتلفها، وهذا نظرا للإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي. ويؤكد خبراء في التغذية أن استهلاك بعض الأطعمة التي جُمدت في ظروف ملائمة ولم تتعرض للذوبان ثم التجميد، لا يشكل أي خطر على الصحة، إلا أن هناك عوامل تجعل بعض المواد سامة داخل الثلاجة، فيما يبقى الخطر في عملية التبريد هو تكاثر البكتيريا التي تسبب التسممات الغذائية من جهة، وفقدان منفعتها بإتلاف الفيتامينات التي تحتويها، وبذلك لا تصبح لها أية قيمة غذائية، مؤكدين أن عملية التجميد تؤدي إلى انخفاض الطاقة الغذائية مقارنة بنفس الغذاء الطبيعي الطازج، كما أن سياسة تكديس الثلاجة التي تعتمدها بعض السيدات تشكل خطر تغيّر درجة حرارة الثلاجة، ما يساهم في تلفها بسرعة.