مصطفى زبدي: مراعاة شروط التجميد.. ضرورية مختصون: إعادة التجميد أمر خطير على الصحة يبدو أن تخوف الأسر الجزائرية من تواصل ارتفاع أسعار الخضر واللحوم خلال الشهر دفعهم لاقتناء البعض من منها، بغية تجميدها وتخزينها تفاديا لغيابها عن المطبخ الرمضاني بسبب غلائها، وهو ما أعرب عنه العديد من المواطنين ل السياسي خلال جولتها الاستطلاعية التي كانت نحو بعض الأسواق، إلا ان الكثير من المواطنين يجهلون الأخطار الناجمة عن عملية تجميد المواد الاستهلاكية، وهو ما أشار إليه بعض المختصين. ارتفاع أسعار الخضر يدفع العائلات الجزائرية لتجميد الخضروات تلجأ العديد من السيدات، تحسبا للشهر الفضيل، إلى تخزين بعض المواد الغذائية والخضر لتجدها جاهزة للاستعمال من جهة وتوفيرا للمال خاصة مع الغلاء الذي تشهده مختلف المواد الغذائية خلال هذه الأيام، خاصة وان هذه الأخيرة، وكغير عادتها، تشهد ارتفاعا محسوسا خلال الشهر الفضيل، ناهيك عن عدم توفر بعضها، وهو ما كشف عنه عبد النور من العاصمة، الذي قال: إن تجميد بعض المواد الغذائية، على غرار بعض الخضروات، ساهم في التخفيف من الأعباء التي تقع على عاتق العائلة وتساعدها في التوفيق بين احتياجاتها والإمكانيات المادية التي تملكها. فهذه الطريقة في تخزين مختلف المواد الغذائية تلجأ إليها ربات البيوت خاصة مع اقتراب شهر رمضان من أجل مجابهة الغلاء الذي تعرفه العديد من المنتجات، وهو الأمر الذي يضعها في مأزق في إعداد مختلف الأطباق التي ترغب العائلة في استهلاكها خلال الشهر الفضيل . ومن الأمور التي شدّت انتباه السياسي أثناء الزيارة التي قمنا بها الى أحد أسواق الخضر واللحوم بالقليعة، العدد الكبير للمواطنين والعائلات التي تتهافت على المنتوجات الغذائية خاصة الخضر التي لا يصعب على احد التخمين أنها من مقتنيات الشهر الكريم، أصبحنا نحتاط للشهر جراء الغلاء الملتهب للأسعار ، كانت هذه هي العبارة التي أجابتنا بها دليلة، إحدى ربات البيوت بالبليدة، والتي أخبرتنا ان مثل هذه العادات معهودة للأسر الجزائرية والتي تندرج ضمن التحضير المسبّق للشهر، في حين ترى ان الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر تحديدا من الأسباب الرئيسية لتجميدها في الثلاجة، خاصة في الأسبوعين الأولين من الشهر، الذي يستغل فيه التجار الاحتياج الضروري لها بالإضافة الى اللحوم التي تعد من حاجيات مطبخ شهر الرحمة. أما عن رأي فايزة التي تعمل أستاذة بإحدى الثانويات بدواودة، فقد أخبرتنا ان جل المواطنين يعجزون، بنسب متفاوتة، عن اقتناء الخضر واللحوم خاصة خلال الأيام الأولى من الشهر ولا يجدون من حل بديل الا اعتماد عادة الأولين في تجميد بعض الخضر وتخزينها في الثلاجات والتي تعتبرها ايضا من الطقوس المميزة للشهر، إذ تعبّر عن اقترابه، وقد أردفت محدثتنا كلامها عن الخضر التي يتم اقتناؤها قبل الشهر والمتمثلة في الطماطم، البازلاء والحمص، بالإضافة الى القرعة، التي أخبرتنا أنها من الخضر الأكثر شعبية واستهلاكا في رمضان. وفي ذات السياق، أبدى لنا أحمد استياءه الشديد من ارتفاع أسعار بعض الخضر واللحوم الذي أصبح فوبيا لا يجد لها دواء إلا الاقتناء المسبق للخضر واللحوم تفاديا لغيابها عن المطبخ، وعن مدى علم المواطنين بالأخطار الصحية التي قد تنجم عن هذه العملية، أضافت كريمة من العاصمة: إن عملية تجميد الخضروات وغيرها من المواد الاستهلاكية هي الحل الأمثل لتفادي تضارب الأسعار التي تشهدها الأسواق في شهر رمضان ككل سنة، لكن يجب على المواطنين ايضا احترام شروط ومعايير التجميد . مختصون: إعادة التجميد أمر خطير على الصحة وفي خضم هذا الواقع الذي عمدت فيه الكثير من العائلات الجزائرية الى تجميد بعض الخضروات تحسبا لشهر رمضان، تقول في هذا الشأن ب. مريم ، مختصة في التغذية، إن خطورة عملية تجميد الأطعمة تكمن في إعادة التجميد؛ أي بعد ذوبان مادة مجمَّدة يقوم الفرد بإعادة تجميدها، لأنها توقف تكاثر الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا، لكنها لا تقضي عليها نهائيا، لهذا يُنصح باستهلاك الأطعمة المجمّدة فور ذوبانها، وإعادة تجميدها يحفّز الكائنات المجهرية على التكاثر بصفة سريعة، ما يؤدي إلى إتلاف المادة وتلويث الطعام . وقد حذّر العديد من المختصين المواطنين من المواد الاستهلاكية المجمّدة وإعادة تجميدها، لأنها من بين التصرفات التي قد تضر بصحة المستهلك. حماية المستهلك: مراعاة شروط التجميد.. ضرورية ومن جهته، أكد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك في اتصال ل السياسي ، أن سلامة المنتوج من سلامة حفظه وطريقة تخزينه، بحيث لا يجب ان تنقطع درجة الحرارة، كما أشار محدثنا الى ضرورة الاستهلاك الفوري للمنتوج في حال ما إذا انقطعت سلسلة التبريد ولا يجب إعادة تبريدها او تجميدها، لأنها تتحول الى مواد سامة للجسم ونوعا من المجازفة، خاصة فيما يتعلق باللحوم، مضيفا بقوله أنه من الضروري توعية المستهلك وإرشاده لاحترام شروط استهلاكها، لاسيما طريقة تجميدها أو حتى كيفية تذويبها، زيادة على احترام مدة صلاحيتها، فهناك هناك مواد يجب أن لا يتعدى تخزينها أياما قليلة، مشيرا في ذات السياق، إلى جانب الآثار السلبية لهذه الظاهرة التي تنتهجها الأسر تؤثر على ناحيتين، سواء الجانب الاجتماعي أو الاقتصادي؛ لأن سياسة التخزين هذه تحفّز على كثرة الطلب على الأطعمة التي تُقبل الأسرة على تخزينها، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في السوق، خاصة قبل شهر رمضان.