- المطالبة بإنشاء جائزة باسم الراحل في الفن والإبداع لأحسن نص وعرض مسرحي سلط الأساتذة في اليوم الدراسي الذي نظمته مديرية الثقافة بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس أول أمس تزامنا والاحتفال بذكرى مجازر ماي 45 الضوء على جوانب مهمة من أعمال كاتب ياسين الروائية والشعرية والمسرحية في شقها المتعلق بالقيم الإنسانية والجمالية. وقد تحدث عبد الكريم بن عيسى من جامعة تلمسان عن بناء النصوص الأدبية عند كاتب ياسين في حالتي التدمير و التعمير، حيث بدأها بالإشارة إلى أن كتابته شرع فيها انطلاقا من مجازر8 ماي 45 التي عايشها، إذ كان يهدف المحتل الغاشم من وراء هذه الأحداث إلى تدمير الفكر والأخلاق وطمس معالم الشخصية الوطنية وإتلاف البنية التحتية، وفي المقابل يقوم كاتب ياسين من منظور روايته الشهيرة « نجمة» التي يقصد بها المرأة والجزائر والحضارة إلى تعمير مفهوم الفكر والأدب والأخلاق، وقد ظل يجسد هذه المفاهيم في العديد من مسرحياته ك « الجثة المطوقة « و « الأجداد يزدادون ضراوة « و «محمد خذ حقيبتك»، قبل أن ينطلق إلى العالمية في مسرحيات أخرى منها « صاحب النعل المطاط» و« فلسطين المغدورة»، أما الأستاذ عيسى راس الماء من جامعة وهران فقد ركز في مداخلته على نجمة الأسطورة في مسرح كاتب ياسين ، حيث كان يستحضر « نجمة « في جل كتاباته وكأنها تتجدد من الموت وكأنها الطائر العنقاء الأسطوري الذي ينبعث من رماده . فهو في بعض المحطات يصف نجمة كأنها الوطن وفي مواضع أخرى كأنها المرأة المتوحشة وكأنها المعشوقة التي عاش لأجلها ولم ينلها، والحقيقة يضيف المحاضر أن نجمة هي زوليخة ابنة عمه ( أخت مصطفى كاتب) كان ينوي التزوج بها وعندما أدخل السجن بقسنطينة و غادره ، وجدها قد تزوجت بغيره فأحس وكأنه طعن في الظهر، وبقيت هذه المرأة الأسطورة بمثابة ذلك الحب الأبدي الذي أثر في أعماله وراح يدونها في كل قصيدة ،وفي كل رواية وفي كل مسرحية. بينما إدريس قرقوى من جامعة سيدي بلعباس تطرق إلى موضوع رؤية كاتب ياسين للقضايا الإنسانية والعالمية، مبرزا بأن ياسين كان يحدد من خلال عنوان عمله الأدبي والفني موقفه الواضح إزاء القضايا التي يتناولها دون لبس أو غموض . وعلى سبيل المثال ففي مسرحية « الرجل ذو النعل المطاطي» التي يعالج فيها كفاح الشعب الفيتنامي ضد الامبريالية الأمريكية يقصد بالعنوان هوشيمينه قائد الثورة الفيتنامية الذي كان مولعا بشخصيته وبخصوص مسرحية « الجثة المطوقة»، فإنه يقصد بها الشعب الجزائري المستعمر الذي حوله المستدمر الفرنسي إلى جثة ومع ذلك فإنه ظل يطوقها مخافة أن تستفيق هذا الشعب يوما ... هذا وتواصلت المداخلات، حيث تناولت نوال حيفري من جامعة تلمسان إشكالية نقد العرض المسرحي في أعمال كاتب ياسين وعالج لخضر منصوري من جامعة وهران موضوع الالتزام في مسرح كاتب ياسين، فيما تحدث مباركي بوعلام من جامعة سعيدة عن التراث في مسرح كاتب ياسين. هذا وخرج الملتقون في اليوم الدراسي بجملة من التوصيات أبرزها المطالبة بالارتقاء بهذا اليوم الدراسي إلى ملتقى دولي اعتبارا من 2018 هذه السنة التي تتزامن مع مرور40 عاما على وصول كاتب ياسين إلى سيدي بلعباس وإدارته للمسرح الجهوي والدعوة إلى إعادة إنتاج أعماله الأدبية والمسرحية ، وكذا انشاء جائزة كاتب ياسين في الكتابة والإبداع لأحسن نص وعرض مسرحي مع المطالبة بتسمية المسرح الجهوي لسيدي بلعباس باسم إحدى الشخصيات المسرحية في الجزائر. الجدير بالإشارة بأن اليوم الدراسي هذا الذي أشرف على افتتاحه الطاهر حشاني والي سيدي بلعباس بحضور جمع من المهتمين بالفن والمسرح تميز في البداية بتقديم شريط وثائقي عن حياة ومسارات كاتب ياسين الفنية والمهنية ثم تكريم حسن عسوس مدير المسرح الجهوي لسيدي بلعباس الذي أحيل مؤخرا على التقاعد.