أحيا المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ذكرى 8 ماي 1945 بإقامة يوم دراسي حول مسرح كاتب ياسين قراءة في القيم الإنسانية والجمالية باعتباره شخصية وطنية عالمية في الشعر، الرواية والمسرح سطع نجمها مع أحداث الثامن ماي 1945 . أجمع الأساتذة المشاركون أن كاتب ياسين حمل صفة الرجل المتمرد النضالي، المنادي بالحرية والاستقلال حين كانت الجزائر تحت ظلم الاستعمار بعد تجربته الأولى مع السجن عقب أحداث 8 ماي 45 ،والتي تعد نقطة تحول في حياته الشخصية والأدبية، حيث كتب عن هذه التجربة يقول «إستحوذت هذه الصدمة على معاني حياتي كلها، فالمأساة الجماعية تحولت إلى مأساة خاصة وذاتية». ومن هذا المنطلق شرح الدكتور عبد الكريم بن عيسى من جامعة تلمسان نظرية الكتابة في حالتي التدمير والتعمير وتجليات الكتابة لدى كاتب ياسين الذي كانت إنطلاقته من الثامن ماي ،أين ركز على رؤية كاتب ياسين حول مفهوم التدمير الذي هو تدمير فكري وروحي وأدبي قبل أي نوع آخر من التدمير وهنا سعى كاتب ياسين لإعمار الأدب والمسرح الجزائري انطلاقا من أرضية التدمير حيث تعتمد أعماله الدرامية على النظرة الأدبية وهنا أعطى الدكتور لمحة مقتضبة حول رواية نجمة التي ذاع صيتها على المستوى العالمي، وصاغ فيها منطقه الثوري المتمرد. من جهتها الدكتورة نوال حفري من جامعة مستغانم وفي مداخلتها المتعلقة بإشكالية نقد العرض المسرحي في أعمال كاتب ياسين نوهت إلى اللغط الموجود حول كاتب ياسين الذي تناقضت الأراء حول شخصيته الأدبية وكتاباته وتباينها بين من يؤكد وطنيته ومن يشكك فيها ، مؤكدة أنه سعى جاهدا لطرد الاستعمار فكريا وأدبيا باستعمال لغته حيث رأى أن الإبداع الجزائري قد تم تنويمه من قبل المستعمر ولهذا كان النهوض بالفكر والثقافة والوعي الإنساني هاجسا لكاتب ياسين وظهر ذلك جليا في كل كتاباته ، كما أشارت إلى الإجحاف الممارس من قبل الأدب العربي والمشرقي في حقه نظرا لكتابته بلغة المستعمر لتعود وتؤكد أن أسطورية كتاباته التي طرقت أبواب العالمية لا يمكن الانقاص من قيمتها بأي شكل من الأشكال . هذا وتطرقت الدكتورة أيضا لآليات النقد التي يفتقدها الكثير من النقاد والتي تعتمد على الجانب الفكري، المساحة اللفظية والمعطيات المسرحية التي يجب أن تخدم النص. فالمشكلة تكمن حسبها في التعبير السلوكي واللفظي لمسرحيات كاتب ياسين ،هذا الاخير الذي أراد من كل قارئ أن يرى نفسه في نسيج إجتماعي مختلف بعيدا عن الأسر الثقافي ، كما حصرت إفتقار النقد لثلاثة أمور أولها البعد الفكري، توظيف الآليات الجديدة للعرض المسرحي وكيفية إستنطاق الممثلين. وفي ذات السياق تحدث الدكتور عيسى رأس الماء من جامعة وهران في مداخلته حول نجمة المرأة الأسطورة في مسرح كاتب ياسين أين قال بأن كتاباته كانت بفرنسية صعبة إستعصى حتى على الفرنسيين فهم متن أشعارها، ليحاول بعدها شرح بعض القراءات الحوارية لكاتب ياسين حيث وجد من خلالها أن نجمة هي الشبح ،هي المرأة ،هي الأم ، هي الجزائر في حياة كاتب ياسين . هذا وتضمنت الجلسة الثانية موضوع الكتابة والرؤى العامة أين دقق الدكتور قرقوى إدريس من جامعة سيدي بلعباس في رؤى كاتب ياسين للقضايا الإنسانية والعالمية، ليعرج بعدها الدكتور لخضر منصوري من جامعة وهران لموضوع الإلتزام في مسرح كاتب ياسين ويختتم اليوم الدراسي بمداخلة الدكتور مباركي بوعلام حول التراث في مسرح كاتب ياسين .