تواصلت أول أمس ليالي السمر بوهران، التي يسهر على تنظيمها الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بقاعة المغرب، بحفل فني أحيته النجمتان نسيمة شعبان و مريم بن علال، في سهرة رمضانية متميزة، صدحت فيها الأغاني الطربية و الأنغام الراقية، على إيقاع الموسيقى الكلاسيكية و التراثية الأصيلة. النجمة نسيمة شعبان التي أعربت عن سعادتها الكبيرة بهذه الزيارة العابرة لوهران، أطربت الجمهور بباقة جميلة أو "مشموم" كما فضلت أن تسميه، متنوع من الوصلات الغنائية في مختلف الطبوع الموسيقية، استهلتها بالمديح الديني، الذي كرست له كل حفلاتها الفنية خلال هذا الشهر الكريم، حيث غنت "باسم الإله الأعظم في هاذ القصيدة ننظم"، و قصيدة أخرى من روائع سلطان الأولياء الإمام عبد القادر الجيلاني، وغنت في الحوزي للشاعر الشعبي الكبير الراحل بن مسايب، كما أطربت كعادتها في الموشح الأندلسي و قصيدة الشعبي، و هي تداعب أوتار المندول، و كم تألقت نسيمة في أغنية "حمامة" للفنان الكبير بلاوي الهواري، التي أعربت من خلالها عن حبها لوهران، في خرجة غير متوقعة من سفيرة الأغنية الأندلسية، كانت حقا مفاجأة هذه السهرة الرمضانية بامتياز، حرصت فيها على تلبية كل الأذواق. ابنة تلمسان النجمة مريم بن علال، تألقت بدورها في هذه السهرة الرمضانية، بصوتها القوي و حضورها المتميز، و أيضا بلباس "المنسوج" التلمساني الأصيل، الذي زاد من أناقتها و إشراقتها في هذه الليلة، حيث أطربت الجمهور، الذي كان أغلبه من العائلات، بقصائد في المديح الديني، اختارت أن تقدمها على إيقاع الموسيقى الأندلسية، تنوعت بين "السيكة" و "الرناية" ، حيث غنت " يا خالق العرش العظيم" و "يارب العباد، يا واسع لمخازن" و "خير الأنام"، و كذا قصيدة "البوراقية"، و كان مسك الختام مع قصيدة "الوصاية"، التي رددها معها الجمهور، الذي تجاوب مع كل الوصلات الغنائية، التي قدمتها مريم في سهرة رمضانية، كانت تعبق بالأصالة، وسط أجواء عائلية دافئة. و يتجدد موعد جمهور قاعة المغرب، الخميس المقبل مع ليالي رمضان، للديوان الوطني للثقافة و الإعلام، الذي برمج سهرة فنية تحييها كل من الفنانة ليلى بن مراح و صبرينة الجزائرية بوهران.