انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة ترويج المواد الاستهلاكية والألبسة عبر الفضاء الأزرق، حيث ومع بروز ثقافة الاتصال في بلادنا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر، بات الجزائريون يلجأون إلى هذه الطريقة الجديدة في التسويق للحصول على أغراضهم، لاسيما في الشهر الفضيل. حيث يزيد إنفاق العائلات أولا من الناحية الاستهلاكية لتحضير مائدة الإفطار، وثانيا إقبالها على وإعداد مختلف الحلويات وشراء ملابس عيد الفطر المبارك، وعلى هذا الأساس قام العديد من التجار، بتنويع طريقة ترويج منتوجاتهم، من خلال فتح مواقع الكترونية وصفحات على فايسبوك، للتعريف ببضاعتهم وإغراء الزبائن بأسعارها التنافسية بل وحتى مضاعفة مبيعاتهم وعدم الاكتفاء فقط بعرضها في مختلف محلاتهم، هذه الظاهرة الجديدة وإن كانت متأخرة خلافا بالدول المتقدمة التي تملك تقاليد كبيرة في عملية البيع الالكتروني، إلا أنها استطاعت أن تتغلغل في وسط الجزائريين، ولاسيما في المدن والحواضر الكبرى، التي أضحت اليوم واقعا حقيقيا بالنظر إلى ترسخ ثقافة الاتصال الالكتروني وتحولها إلى ضرورة للرقي بالمجتمعات وتحضّرها. وبالمناسبة ومن خلال استجواب الكثير من المواطنين ورصد أرائهم، لاحظنا تبيانا في الآراء والمواقف بخصوص، ظاهرة التجارة الالكترونية، حيث لاحظنا أن العديد من العائلات لا تزال تجهل الكثير عن هذه العملية التسويقية الجديدة، وما هي الصفحات المشهورة بالترويج للألبسة والأحذية وبأسعار تنافسية تناسب ميزانيتهم وأجرتهم الشهرية، فضلا عن توجسهم من الوقوع في شبكات الاحتيال التي كثيرا ما تستغل نقص ثقافة الجزائريين لتنصب عليهم وتسرق أموالهم، ومن ثمة فإن العديد من العائلات الجزائرية، ولاسيما صاحبة الدخل المتوسط والضعيف، تجدها لا تتعامل بهذه الطريقة، وتلجأ إلى الشراء مباشرة من المحلات والمراكز التجارية المعروفة، في المقابل لاحظنا أن الشباب وخصوصا ذلك الذي يبحر كثيرا عبر مواقع الانترنت وصفحات «فايسبوك» و«تويتر»، يهتم ويحبذ كثيرا شراء مستلزماته وأغراضه باللجوء إلى هذا العالم الافتراضي، أولا لأنها طريقة سهلة، مربحة وغير مكلفة بل وأحيانا أنها فرصة لاقتناء وشراء ألبسة وأحذية و«أكسسوارت» وسيارات ومنازل بأسعار منخفضة وذات نوعية جيدة، ولأننا على مقربة من عيد الفطر المبارك فقد لاحظنا هذه الأيام إقبالا كبيرا من قبل المواطنين بوهران وباقي المدن الأخرى، على شراء ألبسة العيد من خلال اللجوء إلى التجارة الالكترونية، حيث قام العديد من التجار وأصحاب المحلات وحتى بعض الباعة الذين يشتغلون بطريقة غير شرعية، بعرض ملابس العيد عبر واجهاتهم الافتراضية مع وضع أرقام هواتفهم وأثمانها وكذا إمكانية تسليمها لهم دون التنقل إلى محلاتهم ومتاجرهم، هذا الأمر استحسنه الكثير من الزبائن، الذين اعتبروا انتشار هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة بتطور ورقي المجتمع الجزائري، الذي بات اليوم يملك ثقافة تؤهله لأن يكون من بين الشعوب السائرة في طريق التجارة والحكامة الالكترونية، باعتبار أن السلطات العليا في البلاد سبق لها وأن أعلنت عزمها على تطوير مفهوم الحكومة الافتراضية وتحديث وعصرنة الإدارة الجزائرية، وبالتالي فإن انتشار ظاهرة التجارة الالكترونية وإن كانت في بداية عهدها عندنا، إلا أنها تجربة فريدة من نوعها وسمحت للعديد من العائلات بتغيير ثقافة تسويقهم من التنقل والتفسح عبر المحلات، إلى الشراء الافتراضي وخصوصا في شهر رمضان حيث تبحث الأسر عن اقتناء كسوة العيد بأثمان تنافسية ومعقولة، لاسيما تلك التي لديها أكثر من طفلين، ودخلها الشهري لا يسمح لها بشراء ألبسة باهظة الثمن، وعليه فإن المواطن الجزائري اليوم أمام خيارات كثيرة وبإمكانه اقتناء ما يناسبه من مستلزمات، سواء من خلال الذهاب والتفسح عبر المحلات التجارية أو عبر الفضاء الالكتروني، وهو ما قد يساهم لا محالة في تنوع المعروضات وحتى انخفاض أسعارها من منطلق ازدهار قاعدة العرض والطلب، حيث كلما كان العرض كبيرا ومتنوعا تنخفض الأثمان وهو ما يعود بالفائدة على الأسر الجزائرية لاسيما تلك صاحبة الدخل الضعيف.