وزارة التجارة: “قانون جديد لتسويق الصفحات الالكترونية قريبا على طاولة الحكومة" كثيرا ما تصادفك وأنت تتفحص حسابك عبر “الفايسبوك” عبارة “ضع علامة معجب هنا وانتسب لصفحتنا الرائعة”، بل إن العديد من مستخدمي “الفايسبوك” و”تويتر” وحتى “اليوتوب” يتوددون إليك يوميا بمئات الدعوات لتنضم إلى صفحتهم الافتراضية وتصبح عضوا فاعلا فيها. إلا أن الأمر الذي يجهله معظمنا هو أن “علامة معجب” التي نضعها بشكل اعتباطي أمام صور ومضامين تشد انتباهنا، باتت تجارة مربحة واستثمارا جديدا يدر أموالا طائلة على مصممي المواقع الالكترونية عبر تأجير صفحات جاهزة بمئات آلاف المعجبين للشركات الاقتصادية والأحزاب السياسية، مقابل مبالغ ضخمة وأحيانا عمولات بالأورو والدولار! تحول تصميم الصفحات الافتراضية عبر “الفايسبوك” و”تويتر” و”اليوتوب” إلى استثمار جديد يثير اهتمام مهندسي الإعلام الآلي والتقنيين السامين وهواة التكنولوجيا، الذين يجمعون أكبر عدد من المعجبين والأعضاء ثم يعاودون عرضهم للبيع في المزاد العلني أمام المؤسسات الاقتصادية والأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية، وحتى الفرق الغنائية والقنوات الفضائية والمكاتب الخدماتية والمحلات التجارية. واعتبر خبير التكنولوجيات السلكية واللاسلكية، يونس قرار، أن “تحول الفايسبوك وتويتر إلى وسيلة لتسويق المنتجات والسلع ونشر الأفكار بالنظر إلى العدد الضخم من المستخدمين الذين يحوزانهم، ساهم في إنعاش تجارة الصفحات الافتراضية في ظل استخداماتها العديدة والكثيرة، والتي لا يمكن حصرها”. ويضيف الخبير:”نظراً للأهمية القصوى لصفحات “فايسبوك” و”تويتر” في الفترة الأخيرة واستخدامها في جميع مجالات الربح وخصوصا إشهار المواقع والشركات، اتجهت جميع المنتديات والمواقع إلى الاستثمار فيها، الأمر الذي جعلها تحقق نجاحا واسعا وتتمكن من جلب زيارات خيالية وربح كبير في أقل فترة ممكنة”. وقال يونس قرار إن أسعار بيع وشراء الصفحات الافتراضية في الجزائر يختلف باختلاف طبيعة الصفحة وتفاوت عدد المعجبين وأرقام مستخدميها، إذ أن “صفحة ب100 ألف معجب سعرها سيكون أعلى بطبيعة الحال من صفحة ب10 آلاف معجب”. يضيف: “وكلما زاد عدد المعجبين والمستخدمين زاد بالضرورة سعر الصفحات التي غالبا ما تقتنيها المؤسسات الاقتصادية والأحزاب السياسية”. وتفضل هذه الأخيرة، حسب يونس قرار، تأجير صفحات جاهزة بمئات آلاف المعجبين للترويج لبرامجها ومنتوجاتها، بعد تغيير اسمها بدل استحداث صفحات جديدة والانطلاق من الصفر، في حين يعمل مالكو الصفحات على تنصيب تقنيين ومهندسين لتسييرها وإثرائها بالجديد بشكل دائم، والعمل على رفع عدد معجبيها وأعضائها عبر التواصل المستمر معهم. صفحات فايسبوكية للبيع ب70 مليون سنتيم وأخرى للتأجير ب2 مليون شهريا! حسب جولة صغيرة قمنا بها في العالم الافتراضي “غوغل”، فإن سعر صفحات “الفايسبوك” و”تويتر” يتراوح بين 10 آلاف دج و 700 ألف دج، حسب طبيعة الصفحة ومستوى نشاطها. كما أن هناك صفحات أجنبية للبيع بالأورو والدولار، حيث يحدد سعر 5 أورو لكل 1000 معجب. وإذا كانت الصفحة ذات أهمية قصوى فإن السعر قد يتضاعف وقد يصل 3 أضعاف. كما أن هناك من يؤجر صفحات “الفايسبوك” و”تويتر” مقابل مبالغ مالية شهرية تتراوح بين 5 آلاف دينار و20 ألف دج إذا كانت صفحة ضخمة ونشيطة، في حين أن سعر بعض صفحات “الفايسبوك” و”تويتر” قد يصل 70 مليون سنتيم، أي 700 ألف دج إذا كان عدد معجبيها يقارب مليون مستخدم على سبيل المثال، وهي مبالغ ضخمة تدفعها المؤسسات الجزائرية كاستراتيجية تسويقية للترويج لمنتجاتها. شركات تحوز مليون ونصف مليون معجب ورؤساء أحزاب بعشرات آلاف “الأصدقاء” حققت صفحات الشركات الاقتصادية أعلى نسبة من المعجبين في الجزائر، حيث حازت شركة الهاتف النقال نجمة على 496 ألف معجب. أما صفحة المتعامل جازي، فقد استطاعت الظفر ب365 ألف صديقا. وتمكن المتعامل العمومي “موبيليس” من الحصول على 230 ألف معجب، في الوقت الذي تحصلت الصفحات الافتراضية عبر الفايسبوك لشركات السيارات على عدد كبير من الأعضاء، حيث استطاعت شركة “بيجو” جني 882 ألف معجب ورونو 551 ألف معجب، في الوقت الذي حازت شركة تويوتا 1.432 مليون معجب، أي ما يقارب المليون والنصف مليون صديق. أما المجمع الطاقوي سوناطراك فلا يتوفر في صفحته الافتراضية إلا على 40 ألف معجب. وغير بعيد عن ذلك، استطاعت الصفحات الافتراضية للأحزاب السياسية والوزراء استثمار عدد كبير من المعجبين في الجزائر، حيث تربع وزير الأشغال العمومية ورئيس حزب التجمع من أجل الجزائر، عمار غول، على أكبر حصة من المعجبين ب30 ألف عضو. في حين حاز حزب جبهة التحرير الوطني 11 ألف معجب، والتجمع الوطني الديمقراطي على 290 معجب. وحاز حزب جبهة التغيير 1600 معجب، فيما تحصلت صفحة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على 9000 معجب. أما حركة مجتمع السلم فتتوفر على 3667 “صديق”. واستطاعت الصفحات الإجتماعية والفكاهية أن تحوز نسبة مهمة من اهتمامات الجزائريين، حيث اجتذبت صفحة “أنا جزائري'' أزيد من 130 ألف معجب، وتعمل هذه الأخيرة على التعريف بطباع الجزائري وعاداته والترويج لتقاليده. كما حققت صفحة “نادي الزوالية” الفكاهية 350 ألف معجب، واستطاعت صفحة “فارغين شغل” تسجيل ما يقارب 700 ألف عضو. بن بادة ل”الفجر”: قانون جديد لتنظيم بيع وشراء الصفحات الافتراضية قريبا كشف وزير التجارة، مصطفى بن بادة، عن مشروع قانون جديد لتنظيم بيع وشراء الصفحات الافتراضية، يتم التحضير له بالتنسيق مع إطارات وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث من المنتظر أن يمنع هذا الأخير الغش والتلاعبات ويقنن أسعار بيع صفحات “الفايسبوك” و”تويتر”. وقال الوزير، في تصريح ل”الفجر”، على هامش صالون السيارات المنقضية فعالياته منذ أيام، أن القانون الجديد لن يشمل تجارة الصفحات الافتراضية ل”الفايسبوك” و”يوتوب” و”تويتر” فقط، وإنما سيعمل على تنظيم التجارة الإلكترونية ككل ويساهم في استحداث سوقا افتراضية لبيع وتصدير المنتجات الجزائرية، وتدشين ما يصطلح بتسميته “المتاجر الافتراضية”. واعترف الوزير أن التسويق الالكتروني في الجزائر يشهد ثغرات قانونية واسعة وفراغا كبيرا في ظل غياب نصوص تشريعية تنظم العملية، وهو ما يجعل الجزائري لا يثق في التسوق عبر الأنترنت ويفضل التنقل إلى الأسواق الاعتيادية والمراكز التجارية التقليدية بدل اللجوء إلى الشبكة العنكبوتية والتجول في العالم الافتراضي. وقال بن بادة إن القانون الجديد سيساهم إلى حد بعيد في القضاء على هذه الثغرات وتشجيع هذا النوع من التجارة، الذي لا يزال يشهد تأخرا ملحوظا في الجزائر. وبين هذا وذاك ينتظر الجزائريون إطلاق تقنية الجيل الثالث التي من شأنها إعطاء دفع قوي، ليس فقط للتجارة الإلكترونية وإنما لكافة مجالات ومختلف ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.