*المساكن المعنية بحي النصر ستهدم عن آخرها ستستفيد زهاء 640 عائلة من حي النصر بالدرب بعد العيد مباشرة الفطر من سكنات جديدة بدل المنازل الآيلة للإنهيار التي تهدد حياتهم وحياة أبنائهم صباحا وعشية. وتأتي هذه العملية في إطار القضاء على السكن الهش الذي يتوزع بعدد من الأحياء العتيقة والقديمة بولاية وهران وهي العملية التي طرحها عدد من الولاة السابقين وتناولها بإلحاح الوالي الحالي الذي أكد في جل مداخلاته في بداية تنصيبه على رأس الولاية على ضرورة مسح الوجه الشاحب للمدينة من خلال القضاء على المظاهر المشينة للسكنات الآيلة للإنهيار التي تهدد الأرواح وتسيء إلى سمعة المدينة وما أكثرها حيثما وليت وجهك. وعلى هذا الأساس ولأن حي الدرب أكثر الأحياء القديمة عرضة للإنهيارات يوميا وبالجملة لعدم صلاحية عماراته للإعمار البشري، فقدكان الوجهة الأولى للمصالح التقنية التي عينتها الولاية وكلفتها بإعداد دراسة تقنية شاملة وتحديد الأولوية للعمارات المعنية بالهدم بعد ترحيل سكانها إلى منازل لائقة، وقد وجدت الخلية التقنية المكونة من مهندسين في المعمار والبناء والإسكان، حي النصر أكثر الأحياء حاجة لمن يرحم أبناءه ويغير وجهه وكمرحلة أولى تم تحديد 640 عائلة سيتم ترحيلها إلى حي الياسمين حسب المعلومات التي وصلتنا. وكمرحلة ضرورية، أوفدت هذه الخلية، ملفات المعنيين إلى دائرة وهران لدراستها على مستوى البطاقة الوطنية للفصل في أحقية العائلات المعنية بالترحيل في استفادتها من سكنات جديدة ما لم يسبق لها الإستفادة من قطع أرضية أو من مساعدات السكن التساهمي حسب الإجراءات التي توفرها مصالح السكن على المستوى الوطني. ومن المقرر أن تشهد أحياء أخرى بحي الدرب نفس العملية إضافة إلى أحياء ومناطق أخرى أكدت المصالح التقنية أن لا حل لأوضاع مساكنها ومنازلها إلا الهدم وهو المشروع الذي يؤكد عليه الوالي الحالي بإلحاح كبير كما سبق وأن قلنا وأكد عليه أيضا الوالي السابق طاهر سكران وكلا الواليين اتفقا على أن عملية القضاء على السكن الهش ستكون نهائية مع أواخر 2012 وهو ما نأمله فقد مللنا كثيرا من الوجه السيء والشاحب لمدينتنا. وتدخل عملية القضاء على السكنات المنهارة في إطار تحديث المدينة التي استفادت عدد من العمارات لها من أشغال ترميم تعدت ال 400 عمارة منها سكنات وسط المدينة التي ما تزال العملية سارية بها بالرغم من مرور قرابة عامين على إنطلاق الأشغال بها وهي الأشغال التي تعطلت أكثر من مرتين لغياب اليد العاملة المؤهلة وهي المهزلة التي أسالت الكثير من الحبر بمختلف الجرائد المحلية والوطنية، أما الجزء المسلم حتى الآن فلا يعدو أن يكون مجرد ذر للرماد في العيون، حيث تكاد تكون الأشغال مجرد طلاء للجدران والوجوه الخارجية لهذه العمارات وهو ما يظهر جليا بشارع معطى الحبيب القريب من دار البلدية. وأعدت المصالح المعنية بإحصاء السكنات التي تحتاج إلى عملية ترميم، الممولة مباشرة من الوزارة المعنية، تقريرا شاملا عن جملة العمارات المعنية بولاية وهران تم تقسيمها حسب الأولوية إلى ثلاث مراحل، شملت الأولى أحياء وسط المدينة والثانية ستعني حي سيدي الهواري، أما الثالثة فقد أحصت أحياء متفرقة بالمدينةالجديدة وحي الحمري وعدد من الأحياء العتيقة الأخرى. أما حي الدرب فتشير المعلومات إلى أن أغلب عماراته محصية ضمن المنازل الواجب هدمها والتخلص منها كونها دخلت في الخانة الحمراء التي لا أمل في ترميمها وكأصداء أولية فقد تلقى سكان حي النصر خبر الترحيل بفرح كبير لن يعمهم إلا يوم الترحيل المقرر بعد عيد الفطر وهو نفس الإنتظار الذي تعيشه باقي العائلات بباقي الأحياء والتي تعيش على خطر الإنهيارات التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء. وحسب المعلومات الأولية فستستغل أرضية حي الدرب لمشاريع تعود بالنفع على سكان المدينة وإن كان لم يفصل في نوعيتها بعدما إن كانت سكنية أو تجارية أو ترفيهية. ومثل هذه العملية استحسنها الكثير من الملاحظين وكثيرون أيضا يعتبرونها، أملهم الذي طال انتظاره، هي فرجة لسكان حي النصر وإرتقاب لكل الذين يسكنون بوهران القديمة التي تغزوها المساكن والعمارات الآيلة للإنهيار، بحي المدينةالجديدة وحي سيدي الهواري وحي الحمري والمسمكة ... وسكان البناءات الفوضوية التي نمت بمختلف زوايا وهران الحديثة والتي طال حالها وتوالدت بشكل غريب أمام عجز السلطات على قمع مثل هذه التجاوزات والخروقات التي أنجبت مثل هذا الوضع البائس. وفي زيارة خاطفة قادتنا إلى حي النصر، ألتم حولنا السكان وسألونا " متى يتم الترحيل" ضانين أننا من المصالح التقنية التابعة لبلدية وهران المشرفة على العملية، أما سكان شارع 7 هواري لخضر الذي صعدنا سلالمه إلى السطح فطلبوا منا الإشارة إلى الوضع السيء والمزري والمؤلم الذي يعيشونه تحت أسقف مهددة بالإنهيار في كل وقت وغير صالحة للإقامة البشرية في جزائر العزة والكرامة، وقد وعدناهم بنقل إستغاثتهم للسلطات عبر جريدة الجمهورية، ويسأل هؤلاء متى يأتي دورهم في الإحصاء؟ لأنهم أكدوا لنا بحسرة أن لا أحد زارهم من تقنيي البلدية ولم تطلب منهم حتى الآن آية وثيقة وحالهم يرثى له كحال العائلات المعنية بالترحيل بعد العيد، ونصدقكم القول أن سلالم المنازل التي زرناها ليست صالحة للصعود فكلما أعتليت درجة ينتابك الظن أنك ستسقط من عل.