يبقى التحكم في أزمة العطش بتلمسان ضئيل جدا أمام واقع معاش لا يستشفه سوى المواطنون الذين يعانون من تذبذب عملية توزيع المياه الصالحة للشرب خصوصا في الجهة الجنوبية التي ينتظر سكانها إنهاء مشروع القرن للشط الغربي المتعلق بربط ستة (6)بلديات بالولاية من أصل ثمانية عشرة جماعة محلية تابعة لولايتي النعامة و سيدي بلعباس التي ستعرف جر المياه بدءا من إقليم هذه الآخيرة لكن على ما يبدو تأخر استغلاله أدخل عدة مناطق بالعريشة في خصاصة لا يعرف غبنها إلا قاطنيها لأنهم يجلبون مياه مختلطة بزيوت الوقود من الأبار و تصفى لمدة نصف يوم للشرب لأن العطش ألزمهم الحاجة الضرورية الناتجة عن اكتفاء غير ضامن و ليس حسب ما جاء على لسان ممثلي حوض طا الله كعينة واحدة من الغبن اليومي المسجل بالجهة الجنوبية بسبب التقاعس في تسليم المشروع الذي بإمكانه تحسين حياة الساكنة ومحو اثاره الجلب التقليدي للماء الشروب مادام القناة تمر عليهم بمسافة 7كلمتر و يستعجلون إنهاءه تقيدا بالآجال المحددة بنهاية السنة الجارية2017 في حالة ما تم الوقوف على أشغال المقاولات المكلفة بالمشروع كون هذا النوع من مشاريع التحويلات المائية الضخمة تهدف لضمان التوازن في توزيع المياه لأن الجهة الجنوبية تعرف نقصا في المغياثية .المشكل أيضا لمسناه بقرية مرشيش ببلدية تيرني و التي لايزال مواطنوها يعبئون الماء من المنبع المائي المحادي لغار بومعزة و هذا على أظهر الدواب و عبروا عن امتعاضهم من طريقة ملء الدلاء مرتين في اليوم صباحا و مساء في ظل إقصائهم من مشروع التوصيل و إعادة المياه بحنفياتهم التي لا يحدوها أي قطرة ماء . و بقرية لحبلات ببلدية سبدو تتكرر معاناتهم مع أزمة الماء كل صائفة و دفعتهم مؤخرا للخروج للشارع لإبلاغ السلطات المحلية بالإنشغال الذي إحتجوا في سياقه السنة المنقضية و تنقل المنتخبين بالمجلس الشعبي البلدي ووعدوا قاطني القرية بالحل لكن المغلوبين على أمرهم وجدوا أن ردود المعنيين بالبلدية و الدائرة قولية لا فعلية و بمنطقة الدمنة (أولاد الحاج بالفحص) ببلدية بني سنوس لا يخلو صيف دون عطش نظرا لعدم إكتفاء ساكنيها من الخزان الوحيد المنجز بمدخل البلدية مما يستدعي إنجاز مشروع خزان آخر ينظم التوزيع بدلا من حرمانهم الماء و البحث عنه بالأحياء المجاورة الكائنة بجهة بني حمو. و علم من مديرية الموارد المائية أن مناطق الجنوب للولاية قائمة مصدر مشروع الشط الذي كان من الممكن تسلمه أخر السنة لكن تبين أن الأبار الثمانية لم تكتمل و سيطرأ تغير في تاريخ إتمامه أما لإستدراك النقص بالناحية الغربية للولاية فقد ضبطوا مخطط إستعجالي حتى لا تقع العديد من القرى و المداشر في العطش من خلال إقتطاع 40 مليار سنتيم لربط السكان بالرواق الغربي إنطلاقا من أقاب الزوية ببني بوسعيد التي توفر 40 ألف متر مكعب يوميا، وأنقاب بوكانون وسد حمام بوغرارة التي تنتج 35 ألف متر مكعب يوميا، وسدّ بني بهدل الذي سيوفر 20 ألف متر مكعب عن طريق المخطط القديم الذي تم ترميمه، حيث انطلقت أشغال ترميم حوالي 35 كلم من القنوات المهترئة التي تربط أنقاب الزوية بمحطة الشبيكية بإنتاج 20 ألف متر مكعب يوميا. وتم عقد اجتماعات طارئة بسلطات الجهة الغربية لضمان توزيع المياه بالرواق الغربي بمعدل مرة في اليوم أسبوعيا على أن يتم تدارك الوضع خلال الأيام المقبلة، عن طريق تفعيل محطات تصفية مياه سدود بوغرارة وبني بهدل وأنقاب الزوية عبر محطة الشبيكية. و فيما يخص عملية الربط بقنوات الماء الشروب من محطة تحلية مياه البحر الكائنة بمنطقة سوق الثلاثة ضمن برنامج القضاء على أزمة المياه بالولاية تتابع المديرية الإشكال لتوديعه بالجهة الشرقية لتعميم الربط بقرى شتوان التي تحتاج لخزان مائي منفرد بسيدي عيسى للقضاء على العطب بإعتبار التموين كانت تشترك فيه قرية لمضيق و ستنتهي قريبا المديرية من التوصيل لأحياء أوزيدان و الحوش الواعر و لمصلى .في حين قرى مغنية حسب مصدرنا فأن المديرية أنهت عملية إيصال الماء الشروب لمغنية و حمام بوغرارة بالمياه الصالحة للشرب التي عرفت معاناة كبيرة بحيث تم ربط كذلك أولاد معيدر و العقيد عباس و لمعازيز وسيدي المشهور بحمام الشيقر بالمياه الصالحة للشرب. و تبقى الكثير من القرى النائية تئن بأزمة العطش لما تتطلبه من أرصدة مالية إضافية تنقذهم .