احتضن المسجد المركزي ببلدية عين مران هذا الأسبوع احتفالا دينيا مميزا بمناسبة أربعينية الإمام الحاج أحمد حجان المعروف باليوسفي . وتضمن الاحتفال عدة نشاطات دينية مختلفة نذكر منها إلقاء محاضرات تركزت خاصة حول أهمية العلم والعلماء ودورهم في حياة الأمة وهذا من تنشيط كوكبة من العلماء والأئمة حضروا من مختلف الولايات وخاصة الولايات الغربية نذكر منهم الأمام الحاج بربرة الذي حضر من ولاية عين الدفلى و الأمام المهدي سلطاني من مدينة وهران والشيخ بوعبد الله جلاد من ولاية مستغانم وغيرهم من العلماء الأجلاء إضافة إلى الطلبة الذين تخرجوا على يد هذا العلامة كما تضمن الحفل مدائح دينية شنفت إسماع الحاضرين الذين اكتظت بهم ساحة المسجد. للإشارة فان الشيخ الحاج أحمد حجان المعروف بالشيخ سي أحمد اليوسفي وفته المنية بمستشفى مازونة ليلة 27 من شهر رمضان الماضي عن عمر سنة 94 قضاها كإمام بمسجد عمر بن الخطاب ببلدية عين مران مركز. وعرف المرحوم بورعه وإخلاصه لله و الوطن وهو ما جعله يحضى باحترام وتقدير كبيرين بالولاية. وخلال زيارته للولاية لمرتين متتاليتين اختاره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لينزل عنده ضيفا وقد كرمه خلال هذه الزيارة . كان يسعى دائما إلى الخير وإصلاح ذات البين وكانت كلمته نافذة في المجتمع يحترمه الكبير و الصغير . ولد المرحوم بتاريخ 6 فيفري 1925 في عرش أولاد عبد الله ببلدية تاوقريت من عائلة متوسطة الحال تتكون من الأب حجان محمد والأم بن يمينة حليمة وسلالاته ،كما كالأتي فهو أحمد بن محمد بن محمد بن عيسى بن يمينة ابن الحاج بن يوسف بن بومعزة بن بغداد بن يوسف الولي الصالح الوجود ضريحه بأولاد عبد الله بن سليمان الولي الصالح الموجود ضريحه بعشعاشة بولاية مستغانم. تربى الشيخ المرحوم في عائلة متواضعة بإحدى قرى بلدية تاوقريت الواقعة في أحضان جبال الظهرة الشهيرة ومنذ صغره ظهرت فيه صفات الفطنة والذكاء فأرسله والده إلى كتاب القرية لحفظ القران الكريم وهو في السبعة من عمره فتعلم حروف الهجاء على يد الشيخ بن يمينة أحمد بن سليمان ثم انتقل إلى عرش المشايعة و بالضبط إلى زاوية بربرة فأعجب به الشيخ العلامة بن أحمد عيسى محمد بن خليفة المعروف بسي محمد بن خليفة وقد ختم القران الكريم على يديه في مدة لم تتعد الثلاث سنوات . ولازم الشيخ مدة أربع سنوات أخرى قضاها في تعليم الصبيان. في سنة 1944 اتجه المرحوم إلى بلدية مديونة بولاية غليزان بأمر من شيخة سي محمد بن خليفة حيث بقي يعلم القران هناك لمدة سنتين وفي سنة 1947 تاريخ وفاة شيخه سي محمد بن خليفة بن أحمد عيسى عاد المرحوم إلى بلدية عين مران حيث استقر به المقام إلى جانب الشيخ سي الحاج عبد القادر بن أحمد وتلقى عنه دروس الفقه والنحو والتوحيد والبلاغة. وفي 17 افريل من سنة 1961 يلتحق الشيخ سي عبد القادر بن احمد بالرفيق الأعلى فخلفه في التدريس وفي 1 جانفي 1963 عين برتبة إمام خطيب بالمسجد المركزي ببلدية عين مران واستمر إلى غاية 1995 أين أحيل على التقاعد لكنه بقي يزاول نشاط الديني إلى غاية وفاته رحمة الله عليه في ليلة القدر 22 جوان من سنة 2017. تخرج على يده عدد كبير من الأئمة والطلبة الذين هم اليوم في كل مدن الجزائر حيث يواصلون الرسالة ويقودون الأمة .