سكان بلدية مزغران متذمرون من قرار الخبير الذي أصدر حكما قاصيا يهدف إلى غلق المسجد العتيق (مسجد خديجة أم المؤمنين) الذي يعود بناءه إلى الفترة الزيانية (القرن 13م) ، هذا المسجد الذي بني منذ حوالي ثمانية (08) قرون ، قاوم كل العوامل الطبيعية والبشرية وبقي شامخا يطل من أعالي مزغران على خليج أرزيو غربا ومدينة مستغانم شرقا ، كان هذا المسجد ومنذ القدم منارة للعلم والعلماء بدأ نشاطه الديني خلال الفترة الزيانية (1235/1554) ، حيث تخرج على يد أساتذة كانوا يديرونه دعاة ، طبلة علم وحفظة القرآن الكريم ، في سنة 1558 تتعرض مزغران إلى محاولات إسباني ، إلا أن هذه المحلة التي خطط لها الكونت دالكودات باءت بالفشل الذريع ، وهذا بعدما تم تجنيد قوافل من المجاهدين استنجد بهم أهل المنطقة في عهد محمد حسين باشا بغرض حماية مزغران ومآثرها التاريخية بما فيها المسجد العتيق ، خلال هذه المعركة فقد الإسبان ما لا يقل عن 9000 جندي وعاد من بقي حيا إلى وهران مكسورا ، المسجد العتيق واصل تحت الراية العثمانية وإيالة الجزائر مهامه التربوية والدينية إلى غاية 1847 وهي سنة سقوط مستغانم تحت الاحتلال الفرنسي الذي حول المسجد العتيق إلى كنيسة استغلتها الأوربيون لأداء طقوسهم الدينية إلى غاية استرجاع الجزائر سيادتها في سنة 1962 ، حيث عاد إلى أداء دوره الإسلامي ، في ثمانينات القرن الماضي تم تسميته بمسجد خديجة أم المؤمنين ، سكان مزغران الذين نزل ذا القرار كالصاعقة يرفضون أن يكون مصير مسجدهم العتيق "خديجة أم المؤمنين" نفس مصير أحياء الدرب ، الطبانة وتيجديت التي تعرضت خلال العقود الأخيرة إلى الهدم والتخريب دون مراعاة مكانتها التاريخية وأقل من ذلك الثقافية في وقت تعمل الدولة ولوج عالم السياحة من بابه الواسع ، لهذه الأسباب يطالب سكان مزغران الذين بدؤوا يتجندون لحماية مسجدهم ، بترميم والحفاظ عليه وجعل منه معلما تاريخيا نظرا لما له من رمزية ودلالة تسمح للباحثين ، المؤرخين وأكثر من ذلك الطلبة استغلاله في أبحاثهم ودراسات تخرجهم من الجامعات .