لا يغيب الرقص النسوي المعروف «بالصف « عن أفراح وأعراس ولاية البيض، حيث لا تزال نساء المنطقة متسمكات بعاداتهن وتقاليدهن المتوارثة منذ قرون. فغالبا ما تهتم هذه الأخيرة بالتراث خصوصا الغناء البدوي والشعر والزغاريد و«الڤول»، وحسب السيدة مريم فإن رقص» الصف» ينظم جماعيا، وتتفنن النسوة في تقديم عروضهن البهيجة على شكل صفوف يتحركّن ذهابا وإيابا وسط الحضور بفناء القاعة المكتظة بالحاضرات، خصوصا الفتيات المولعات بهذا الفن العريق الذي يصنع الحدث في المناسبات. وقد أصبح الرقص النسوي مطلوبا في الأعراس التي تنظم أكثر بطريقة تقليدية، من أجل الحفاظ على كنوز الثقافة والتراث المتجذرة بالجهة، بعيدا عن صخب الموسيقى الغربية والآلات العصرية، وأضافت السيدة مريم أن الكثير من النساء تسعى للحفاظ على هذه العادات بوسائل بسيطة، فخلال بداية الرقصة يردد النساء العديد من الأغاني التراثية يعبرن من خلالها عن الحالة الإجتماعية و الحب والأولياء الصالحين، الوالدين، حب الوطن، الثورة والشهداء . وفي هذا أصدر خلال السنوات الأخيرة الكاتب السيد قدور بن علية الشيخ مؤلّفا تحت عنوان «وقال نسوة في المدينة «، يضم نماذج من التراث النسوي الشفهي الذي يهتم ب « الڤول» بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ، وعلى هذا السياق تسعى الكثير من الجمعيات المحلية سنويا إلى تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية كالرقص الشعبي والرقص النسوي والشعر، وتستقطب جمهورا غفيرا خاصة وعادات الأبيض سيدي الشيخ والأعراس التي تقام في فصل الصيف ، خصوصا المهتمين بالتراث المادي وغير المادي.