تعد ولاية مستغانم احد الأقطاب الفلاحية على المستوى الوطني بالنظر إلى طابعها النباتي الذي يغطي أكثر من 50 في المائة من مساحتها الإجمالية ، و هي تشتهر بالإنتاج الوفير للعديد من الخضراوات أبرزها البطاطا التي يقارب إنتاجها 3 ملايين قنطار في السنة ما يجعلها احد اكبر الولايات الممونة لهذه المادة في السوق الوطنية . و قد تطورت زراعتها في السنوات الأخيرة و أصبحت تعتمد على الأسمدة الصناعية و المواد الكيماوية و كذا البيوت البلاستيكية لسبب أو لآخر. و لم يعد الفلاحون يعتمدون على الزراعة التقليدية التي اشتهرت بها المنطقة قديما بالنظر إلى مفعولها البطيء، حيث بدا هذا النوع من الفلاحة مقتصرا في بعض المناطق النائية لدائرة عشعاشة حسبما جاء على لسان البعض منهم و الذين أكدوا انه لا مناص من استعمال مثل تلك المواد لأجل إعطاء أكثر فعالية للمنتوج خلال نموه . أسمدة ذات رائحة كريهة تخصب التربة بستيديا و حاسي ماماش و يعتمد الفلاحون ببلديتي ستيديا و حاسي ماماش على رش التربة بنوع من السماد لتخصيبها و تهيئتها للزراعة و هذه العملية لطالما تعود بالسلب على قاطني تلك المناطق ، حيث تنبعث منها روائح كريهة لا تطاق و كثيرا ما اشتكى السكان من هذه الرائحة و منهم من تصيبه بمضاعفات صحية على غرار أصحاب الأمراض التنفسية . كما يستعمل فلاحون آخرين بالبلديات الشرقية لمستغانم مواد كيماوية تكون اغلبها انتهت صلاحياتها و غير قابلة للاستعمال يقتنونها بأسعار باهضة في السوق السوداء دون أن يتم عرضها على المصالح المختصة و يتم وضعها على منتوجات الطماطم و الفلفل الأخضر و الفاصولياء الخضراء و هو السبب الذي يجعل هذه المحاصيل يصاب بعضها بالتعفن بعد أيام قليلة من جنيها و يأخذ بعضها الآخر ذوقا غير طبيعي عند استعمالها في الطهي فضلا عن ذلك فإنها تشكل تهديدا صريحا لصحة المستهلك قياسا بحملها لمواد كيماوية لا تزول حتى و لو تم غسل هذه الخضراوات بالماء . المختصون ينصحون باستعمال أسمدة طبيعية زراعة الفواكه لم تسلم هي الأخرى من هذه المواد بولاية مستغانم و المقام هنا يقودنا للحديث عن أشجار البرتقال ببلدية بوقيراط التي ترش بمبيدات من اجل تطهيرها من ذبابة الحمضيات التي تأتي على ثمرة البرتقال و تبيض فيها فتجعلها متعفنة و الأكيد أن تلك المواد المستعملة من شانها أن تؤثر على صحة المستهلك حسب احد المختصين في الصحة الغذائية الذي أكد أن الأمراض الكثيرة التي يعاني منها الناس في هذا الزمان تعود نسبتها الكبيرة إلى استهلاكهم للخضر و الفواكه المعالجة بالمواد الكيماوية و قد دق ناقوس الخطر بعدما أصبح الفلاحون لا يستغنون عن مثل هذه الطرق ناصحا بضرورة الاعتماد على الأسمدة الطبيعية لما لها من فائدة عظيمة على نوعية المنتوج و المستهلك.