*27 مليون دينار لتهيئة المصلحة وتجهيزها بالمقاييس العلمية أفادت إدارة المستشفى الجامعي »بن زرجب« بوهران بأن إجراء أولى عمليات زرع النخاع الشوكي ستكون في مطلع الثلاثي الثاني من سنة 2012 وتم تخصيص مصلحة طبية لهذه المهمة ستخضع قريبا إلى إعادة ترميم وتهيئة من قبل مؤسسة مقاولة جزائرية فازت بالأشغال . وقدر السيد بغدوس المدير العام لهذه المؤسسة الإستشفائية مدة الأشغال بستة أشهر تكون كفيلة بإضفاء المقاييس العلمية والطبية المحددة في مثل هذه العمليات الحساسة لدى المصابين بأمراض الدم وقد تم تخصيص زهاء 20 مليون دينار لأشغال تهيئة هذه المصلحة وغلافا ماليا يتراوح ما بين 6 و7 ملايين دينار لتجهيزها بكافة الوسائل والأدوات ذات المقاييس التكنولوجية العالمية . والمعروف أن زراعة النخاع الشوكي عملية جد حساسة يخضع لها المصابون بسرطان الدم حيث يعمل النخاع الشوكي الجديد على توليد أو تضييع خلايا دم جديدة بدل الخلايا المريضة والمصابة وتلقي مثل هذه العمليات نسبة نجاح كبير بالدول التي تقام بها مثل هذه العمليات الجراحية ويدخل في هذه التقديرات حداثة المرض وسن الشخص المصاب وبالدرجة الأولى قابلية الشخص المريض للنخاع المزروع الذي غالبا ما يكون من المتبرعين الأقارب وعلى وجه الخصوص العائلة الصغيرة للمريض (الأب، الأم ،الأخ، الأخت والأبناء) ويتضح جليا أن عمليات زرع النخاع الشوكي ستتوقف على المتبرعين وكذلك على قابلية التوافق مع الخلايا الجديدة وهو ما يطرح قضية التبرع بالأعضاء مجددا وهو ما تسعى إليه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التي كشفت على لسان جمال ولد عباس قبل أيام لوسائل الإعلام الوطنية أن مصالحه بصدد إعداد قانون عضوي بجيز التبرع بأعضاء الموتى ويزرع ثقافة التبرع لدى عائلة الميت ومن شأن هذه النصوص القانونية أن تفتح الأبواب للأشخاص الذين يرغبون في التبرع بأعضائهم فوز وفاتهم وذلك من خلال سجل خاص يصرحون فيه بالقبول ويوقعون عليه ليكون شاهدا أمام أهل الميت المطالبين بالموافقة كترتيبات نهائية لتفادي أية مشاكل ممكنة . وقد سبق لمصالح الشؤون الدينية أن أفتت في الأمر وأجازت بالتبرع بأعضاء الميت بما يحفظ الجثة ويمنع المتاجرة بأعضائها وفق شروط علمية ودينية دقيقة. وكان رأي الدين العائق الأكبر في تطوير زراعة الأعضاء بالجزائر فبإستثناء زراعة الكلى هذه الأخيرة التي يتبرع بها أقارب المريض لنظرية أن كلية واحدة كافية لأداء ميكانيزمات كليتين بإستثناء عملية التبرع هذه يتم تحويل المرضى الجزائريين وفي حالات نادرة إلى دول لها باع طويل في زراعة الأعضاء والنخاع الشوكي بما فيها الدول الإسلامية التي سبقتنا إلى هذه التقنية من بوابة إنقاذ حياة البشر بأعضاء متبرع بها من الموتى وهي الرؤية التي لم تتناف معها الكثير من المذاهب الإسلامية خاصة تلك المطبقة بدول المشرق العربي ولذا يتضح أن دولة مثل الأردن الشقيق قد عبرت أشواطا كبيرة في مجال زراعة الأعضاء وأفادت بعلاجها الكثير من الجزائريين خاصة في مجال زراعة الكلى . ويتزامن مشروع زراعة النخاع الشوكي بالمؤسسة الإستشفائية بن زرجب مع مشاريع مماثلة تحضر لها المؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر بإيسطو منها على وجه الخصوص زراعة الكبد وزراعة الرئتين حيث تسعى الإدارة إلى مشروع فيهما في غضون سنة 2012 والمصالح المعنية بصدد إدخال التجهيزات العلمية الكفيلة بإنجاز هذه العمليات وسيشارك في هذه العمليات فريق طبي جزائري وآخر أجنبي لتبادل الخبرات والتجارب وتعتمد هذه العمليات أولا وأخيرا على التبرع بالأعضاء من الموتى وهي الثقافة المرجو قبولها وسط المجتمع الجزائري الذي ما يزال محافظا إذا ما تعلق الأمر بجثمان أحد أقاربه يذكر في الأخير أن مصلحة الكلى بمستشفى »بن زرجب« المختصة في تصفية الدم قد تدعمت في الأيام الأخيرة ب 26 وحدة جديدة لفائدة المصابين بالعجز الكلوي كما إستفادت مصلحة أمراض القلب من جهاز مختص في جراحة الشرايين من شأن هذه الوسائل الحديثة أن تضع حدا لمعاناة الكثير من مرضى المصلحتين.