تتواصل فعاليات الملتقى الدولي الشعري في طبعته الثانية بالبليدة باحتضانه ندوة هامة بقاعة "سيم "حول " شعر الشباب في الجزائر"، نشطها كل من الدكتور لحبيب مونسي والأستاذ و الشاعر عبد المجيد لغريب. حيث تحدث مونسي عن إشكاليات الكتابة في الشعر الشبابي الذي لا يعتمد في كثير من الأحيان على نمط القصيدة الكلاسيكية التي تتحلى بالنظم الخليلي الذي يعتمد على الإيقاع الموسيقى الخاص بالشعر الحر ، و اختلف النقاد حسبه في تسمية هذا النموذج من الشعر الذي يحمل لوحات و صور جميلة في كثير من الأحيان ، فهناك من يقول قصيدة النثر و الأخر يصنفها بالقصيد الحر ، لكن يرى مونسي أن تسمية القصيدة جاءت عند العرب من المرأة المعتدلة ذات القوام الجميل التي تأخذ قموسها من اللغة العربية ، والتي بإمكان الشباب تطويرها الآن حسب الواقع الراهن، لكن حسبما يتداول الآن ، فإن النص المكتوب يحمل لغة مفككة لا علاقة لها باللغة العربية، ما يجعل النص غير جيد . و اقترح الدكتور مونسي أن يطلق على هذا النوع من الشعر المعاصر الذي يحمل في داخله إيقاعا جميلا و صورا روائية أو قصصية أو مواضيع مختلفة " بالنثيرة " عوض القصيدة. لكن الشيء المتميز في الندوة أنها عرفت تفاعلا كبيرا من قبل الحضور من الأساتذة و الشعراء، حيث تحدث الدكتور عبد الله حمادي عن الشعر في الجزائر و عن بعض الأسماء التي كانت ترفض النظم الكلاسيكي الخليلي وكانت تقول إن الشعر الجزائري لم يكن له جذورا يرتكز عليها عكس المشرق ، في حين يضيف حمادي أن الشعر الجزائري كانت له رموز و مرجعية تراثية كبيرة، و أحسن الأمثلة رمضان حمود التي ترك روائع جميلة من شعره و الذي يعتمد على لوحات حسية جميلة ، و توفي في سن مبكر و كان من جيل أبي القاسم الشابي. من جهة أخرى ذكر الدكتور كاظم العبودي أن الانشطار في اللغة و بروز كلمات جديدة من ضرورة التطور اللغوي و الكوني ، كما كانت عدة تداخلات هامة من قبل الإعلامي و الشاعر العراقي محمد نصيف و التونسي مبروك العسي و غيرهم من المتدخلين، الذين أجمعوا على أن الشاعر هو في الأصل صائغ، و أكيد سيقدم أغلى الأحجار الكريمة من أجل أن يرفع من قيمة فنه . و تواصلت الأمسية بقراءات شعرية لعبد القادر مكاريا ، بلغيث يوسف الباز و تميز الشاعر السوداني بابكر الوسيلة بمجموعة من قصائده الجميلة.