يظهر الكاتب الجزائري طارق لحمادي بمجموعة قصصية جديدة جاءت بعد حضور مميز و زخم إبداعي في مجال القصة يسلتهم فيها نصوصه من عالم الأحلام ، العالم الأعمق الذي تغترف منه النفس من دون وصايته . جاءت " أشياء الليل " و هو ما توسّم الكاتب عنوانها مؤثثة بطقوس الأحلام وارتكزت في مدخلها على مفتاح لغوي واحد يشبه مفتاح " نجيب محفوظ في مجموعته ( رأيت فيما يرى النائم ) مقتبسة من مادة الواقع وروحه، مستلهمة حركة تناغم بين هلامية السريالي المعقّد الغامض وثبات الواقعي البسيط الجليّ، مبنية على تأملات تربط الوجودي العميق بالحياتي الظاهر. ومن هذه الوجهة تعدّ أشياء الليل حالة استثناء نادرة في بناء القصة القصيرة العربية لارتكازها على هذا النمط الفريد من التقنية، تقنية الحلم الذي طرق بابه الأديب الكبير نجيب محفوظ في أعقد كتاباته قبيل رحيله. كما يطل على الصعيد الشعري الكاتب ياسين نوري بوذراع بباكورة أعماله الأولى " الحجرة السوداء " كاسم له وزنه الشعري سبق المجموعة بسنوات حفلت بالإبداع و العطاء المستمر لتكون إضافة نوعية للمشهد الثقافي الجزائري ، و تجترح نصوص الشاعر ياسين من روحه الساكنة و بحثه المستمر في وجود حافل بالتساؤلات لتتصف بالدهشة مخلّفة وراءه ثورة السؤال القائم على تفادي أجوبته ليتشارك به مع القارىء في رحلة سريالية تغرق عمق الوعي في محاولة لفهم روح هذا العالم الذي يصوره الكاتب كحجرة مظلمة . الشاعر صاحب نظرة حداثية تراوحت نصوصه بين العمودية و التفعيلة و تحضر الشاعرة الجزائرية نورا تومي في ثاني أعمالها بعد " شكله وردتان " الذي عرف النور في الشارقة سنة 2013 بمجموعة نصوص عنونتها ب " أشتهي وطنا " كإثبات أن حياة الشعر مستمرة و أن إيقاع الجمال لا يخبو صوته حيث تبحث الكاتبة في مجمل تصورها عن وطن يحتوي فراشات الشعر لتجعل من صوت الحب أغان ترتعش لها روح الحياة . حمامة تحطّ على فنن الشعر بثقة في جناحيها لترسم على مدار ثمانين صفحة وجه الجمال بموسيقى لافتة يجدر بالذكر أن الأعمال الثلاثة صدرت هذا العام عن دار المثقف للنشر والتوزيع، وسوف تؤثث فضاء الحضور في صالون المعرض الدولي للكتاب