تعرف وهران بتاريخ عميق، تحكي عنها الكثير من الشواهد التي تظل صامدة أمام حركية التاريخ والمتمثلة في الثراء الثري والغني بالعديد من المواقع والمعالم، كما تدل بعض الحفريات الأثرية عليها في القرن التاسع عشر على أن منطقة وهران كانت آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ. هذا كما يتوفر الإقليم الجزائري على عدد هام من المواقع والمحطات التي تعود الى مختلف الحقب الزمنية الغابرة، فزيادة الى المعالم المعروفة التي صنف العديد منها فإن الكثير من المواقع يتم إكتشافها لتنضم بذلك الى قائمة الآثار الجزائرية التي تبقى الى حد الآن جد طويلة. وعليه تحصي ولاية وهران أكثر من 10 مواقع أثرية كما يتواجد بها حوالي 30 معلما وموقعا وأبرزها ساحة الأسلحة والواجهة البحرية تقع ساحة الأسلحة في قلب مدينة وهران وكل طرق الولاية تؤدي إليها حيث يتواجد بها فندق المدينة أو دار البلدية التي بنيت عام 1886، مع الدرج الواسع الذي يحرسه الأسدان الشامخان اللذان يمثلان رمز المدينة وكما هو معروف أن هذان الأسدان هما الوهران أي صغير الأسد باللغة العربية حيث قديما كانت تعرف الولاية بإنتشار الأسود إلا أنه في الأخير تبقى فقط أسدان وبهما أطلق على الولاية إسم وهران، وهناك أيضا »الأوبرا« والتي تسمى حاليا بمسرح علولة عبد القادر التي تعبر عن عصر النهضة الإيطالية على غرار شرفاتها المنسجمة مع الأعمدة الرخامية تعلوها القباب تماثيل ڤولكونيس" وتعطي ساحة الأسلحة نظرة جميلة من هذا المكان الذي كان سابقا فضاء للمسيرات العسكرية الإستعراضية في وسط الميدان وتؤخذ بهذه الساحة صور تذكارية أمام نافورة يقف وسطها النصب التذكاري الذي يؤرخ للذكرى السنوية لمعركة الأمير عبد القادر في عام 1845 في سيدي إبراهيم بضواحي مدينة الغزوات. أما الواجهة البحرية أو ما يسمى حاليا شارع جيش التحرير الوطني الذي يعود تاريخ إنشاءه الى سنة 1949 وتظهر واجهة البحر بوهران في شكل شرفة حقيقية تسمح بلمحة البصر كاسحة النظر الى الخليج رائع يتراوح من رأس الإبرة من الجهة الشرقية الى رأس فالكون من ناحية الغرب علما أن هذان الأخيران يمثلان أهم المنارات التي تعتبر أكثر دليل على تاريخ الملاحة بوهران كما كانتا تستخدمان لملاحة السفن التي ترسو بميناء وهران وقد إنجر عن واجهة البحر في عهد عهدة المدينة آنذاك »فوك دي بارك« وتهمين هذه المنشأة الفنية على مرفأ المدينة وميناءها التجاري وقد صممت لتكون مسرحا للنزهة الواسعة أمام مباني حديثة تصطف على جانب واحد تتخللها أشجار النخيل والحور بالتناوب وتحمل كل البنايات بشارع واجهة البحر أرقاما زوجية وكأنها مقابلة لبنايات شارع »مورلا ديل مار« بمدينة »قرطاجنة« الإسبانية التي تحمل أرقاما فردية كما لو كانت تشير الى أن البحر في نهاية المطاف مجرد نهر عظيم يتوسط الضفتين. فندق المدينة، مسرح علولة وبيت الكولون فندق المدينة أو دار البلدية حاليا، كان »آلبير كامو« يصفها بالتحفة وهي معروفة لدى عامة الوهرانيين بإسم دار أسبوعة أي الأسود لتواجد الأسدين رمز المدينة عند مدخلها، هذا المبنى الجميل ذي الطابع الفرنسي البحث أنجز عام 1886 ويحظى بجميع سكان المدينة وزوارها الأجانب لهندسته المعمارية الرائعة وهو عبارة عن مبنى فني بسلالم مصنوعة من الرخام الناذر العقيق الشفاف وفي الطابق الثاني تتواجد به قاعة الحفلات التي للأسف قد دمرت كل زحارفها الأصلية وهناك أيضا جناح للمصالح الإدارية الرئيسية. أما مسرح علولة عبد القادر هو »أوبرا وهران « كما ذكرنا سالفا تم بناء عام 1883 يتألف من مبنى كبير مع بعض المشمولة في البلاط مع شرفة الواجهة الرئيسية على ساحة الأسلحة ويشكل مظهر إنحناء على شكل مئذنة في جوانب الزوايا، أما الكاتدرائية فبني هذا المعلم تحت قيادة الأسقف »الكونت« أسقف وهران ما بين عام 1899 و1910 وكان هذا البناء الجديد من الطراز الروماني البيزنطي وتم إفتتاح ورشة عام 1903 ووضع أول حجر أساسه 1904. وبيت الكولون و(المعروف بدار المنتوجات الزراعية) كان يشكل ميناء وهران والمنفد الرئيسي للمنتجات الزراعية والكروم للناحية الغربية فقد تدعمت وهران لهذا الغرض بين خاص للمنتوجات الزراعية في عام 1902 وذلك على مستوى ساحة »خنق النطاح« أو كما تسمى ب »قرقينطا« وقد ضمت هذه الهيئة بعتبتها الرائعة وهرمها الواسع والمتعدد الألوان وأشكال الفسيفساء التي تصور أعمالا فنية جميع مؤسسات القطاع الخاص في المجال الزراعي وأصبح هذا المبنى حاليا قصر الثقافة والفنون الذي يحمل إسم الشهيد زدور إبراهيم بلقاسم. محطة القطار والمتحف الوطني تعتبر بناية محطة القطار عن نصب تذكاري جميل من تصميم مغاربي سواء من حيث الهندسة المعمارية الخارجية للمحطة أو فضاءها الداخلي، وفقا لما تدل عليه المحفوظات والوثائق المتواجدة قد جرت الأشغال الأولى لإنجازها عام 1908 كانت محطة مفتوحة للجمهور إبتداء من سنة 1913. أما فيما يخص المتحف الوطني أحمد زبانة الذي بني عام 1930 إحتفالا بالذكرى المئوية للإحتلال الفرنسي، من خلال نمط كلاسيكي جديد، وقد إفتتح سنة 1935 وأطلق على هذا المتحف الذي كان تابعا لبلدية وهران إسم »واميرت« ثم حظي بإسم الشهيد المقصلة أحمد زبانة بعد أن أصبح متحفا وطنيا، ويحتوي هذا المتحف على قسمين رئيسيين من بينهما قسم يتضمن شواهد عديدة لفترة ما قبل تاريخ وهران القديمة ويحتوي المتحف على مجموعة من الكائنات القديمة وتحف من فسيفساء الرومانية تتبعها الإسبانية والعثمانية الى جانب وثائق ولوحات تعبر عن الفترة الفرنسية، وفيما يتعلق بعصور ما قبل التاريخ يضم المتحف أغراض أثرية هامة من المرجاجو والمرسى الكبير وكريشتل وتتشكل أجنحة المتحف من الصوان والكوارتز والحجر الرملي. ولم يقتصر الأمر الى هذا الحد بل يتعداه الى وجود معالم أخرى وهي مصنفة على النحو التالي المعبد اليهودي وقد أصبح هذا المعبد إبتداء من سنة 1975 مسجد »عبد اللّه ابن سلام« وهو رجل يهودي دخل الإسلام وبقي كذلك الى غاية وفاته. حلبة مصارعة الثيران، مستشفى بودانس، قصر الباي، مسجد اللؤلؤة، بقايا المدينة الرومانية المندثرة ببطيوة، مدينة »بينيك« الأندلسية المندثرة ببوتليليس، ممر إسبانيا، باب كناستال، شاطوناف وباب الدخول لقلعة شاطوناف، النحت الإسباني على الجدار الخارجي لشاطوناف، مسجد محمد الهواري، منارة مسجد الباشا، معبد وهران، موقع لهوف دولكتار ما قبل التاريخ، منارة التخييم إيلام، كارفان سيراي اديف.