سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توثيق العلاقة بين الباحثين المتمرسين والمبتدئين وتجاوز التأطير الكلاسيكي للدكتوراه اختتام ملتقى البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية مغاربيا بوهران
اختتم أمس الملتقى الدولي حول البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية بالبلدان المغاربية ب«كراسك» وهران، بعدة توصيات بعد يومين من المداخلات والورشات التي أعقبت جلسة الافتتاح التي كانت فرصة لتخليد البروفيسور الراحل محمد إبراهيم صالحي، أهمها الوقوف على البحوث الناشئة في الجزائر والمنطقة المغاربية، وضرورة إبراز العلاقة «الجيلية» ما بين أجيال الباحثين وبالخصوص المتمرسين والناشئين. وهو ما استدعى تنظيم ملتقى دولي من هذا القبيل، حيث كان هذا النشاط الأكاديمي فرصة لطرح أربع تساؤلات كبرى أولها :هل البحوث الناشئة هي امتداد لتراكم معرفي مع البحوث السابقة أم هي بحوث جديدة وباهتمامات وميادين بحثية ومقاربات جديدة، وأكد فؤاد نوار عضو اللجنة العلمية للملتقى الدولي والباحث في الانثروبولوجيا ب«الكراسك»، أنه تم رصد من خلال اليومين أن العديد من البحوث الناشئة في قطيعة مع الدراسات السابقة وفي بعض الأحيان يكون العكس، مشيرا إلى أن الهدف من هذا النشاط كان تحليل تجارب الدكتوراه في البحوث الناشئة هنا في الجزائر وفي الدول المغاربية، فتجربة الدكتوراه بالنسبة للطالب الباحث الناشئ و المبتدئ، هي تجربة في الكثير من الأحيان تسودها العديد من الصعوبات على غرار التحكم في الموضوع، في الولوج إلى الميدان، التعامل مع المشرف، والنظرية والتنقل ومناقشة الخبرات، حيث ما زلنا في لحظة التأطير الكلاسيكي والتقليدي لأطروحة الدكتوراه، ونقصد هنا العلاقة بين المشرف والطالب، بينما بحوث الدكتوراه حاليا في العالم، هي بحوث مندمجة ضمن مخابر بحث، حيث أن كل فريق البحث في هذا المخبر يشرف على الطالب بطريقة معينة، بمعنى أن الباحث الناشئ يجد فضاء معرفيا يساعده في بناء تصوره المعرفي، بينما طريقة التعامل الحالية عندنا هي الفردية ووجها لوجه، وهذه الطريقة هي التي تترك مدة إنجاز الدكتوراه تتجاوز المدة القانونية، إلى 5 و6 و7 سنوات... إلخ، فضلا عن مشكل سبب تجاوز الطلبة عدد السنوات الرسمية، في تأطير الدكتوراه وأين هو مكمن الخلل؟ والأكيد أن غاية الملتقى كانت هذه النقطة بالذات، زيادة على التحدث عن أهمية الحركية في البحوث الناشئة، أي أن يتنقل البحث ويبحث عن الحقيقة من مصدرها، فإذا كان هناك ملتقى حول الظاهرة الانتخابية مثلا يتنقل الباحث من أجلها إلى تونس أو ليبيا والمغرب من أجل الاطلاع عليها والبحث عنها ومعرفة جديدها وتجلياتها، للتعرف على تجارب آخرى ما بين الجامعات المغاربية، فجودة البحوث مرتبطة بعامل ضمان الحراك، وأما آخر عنصر فهو المتمثل في كون أن العلوم الاجتماعية قائمة على التحقيقات الميدانية، من خلال التحكم في المنهجية والتقنيات وطريقة الدخول إلى الميدان والخروج منه، وبالتالي فإن الملتقى هو محطة لتقييم ممارساتنا على المستوى الأكاديمي خصوصا وأنه يوجد باحثين شباب في مركز «الكراسك» والعديد من مراكز البحث في الجزائر وخارجها، وتقييم المنظومة الجامعية في طريقة تأسيسها وتكوينها وانتاجها للدكتوراه.