*أسسنا جمعية المدربين للدفاع عن حقوقنا لدى »الفاف« *أشباه المدربين يصطادون في المياه العكرة ويتفاوضون مع النوادي لخلافة زملائهم. *يجب أن ننظم أنفسنا لرد الإعتبار للإطارات المحلية. *نقص الإمكانيات وعدم توفر مراكز للتدريب بالنوادي تعرقل مهام الطاقم الفني. يرى المدرب عبد القادر عمراني أن نقص الإمكانيات هي التي تجعل المدربين عاجزين على تحسين مستوى فرقهم، مما يجعلهم أول ضحية تسقط عند تعثر الفرق، حتى أن بعض الرؤساء أصبحوا لا يجدون حرجا في تغيير أكثر من مدرب خلال موسم واحد. دخل نظام الاحتراف موسمه الثاني، ما الإضافة التي جاء بها للمدربين؟ - ليس هناك أي جديد فالمدرب لازال يعيش نفس الوضعية السابقة ويعمل في نفس الظروف حتى وإن كانت سهلة للبعض وصعبة للبعض الآخر، ذلك أنها تختلف من نادي لآخر. اين تكمن هذه الصعوبات ؟ - المشكل الأكبر الذي يعاني منه اغلب المدربين يتمثل في قلة الميادين المخصصة للتدريب والتي من المفروض أن تكون تحت تصرف الفرق، أي تستطيع تسييرها مثلما تريد لأن الملاعب الحالية تتبع لمديريات الشبيبة والرياضة وبالتالي يجبر المدرب على تقديمه برنامجه التدريبي، إضافة إلى انه لا يسمح له ببرمجة أكثر من حصتين في الأسبوع، خاصة إذا كان الملعب ذي أرضية معشوشبة طبيعيا، مما يجعل المدرب عاجزا على تنفيذ برنامجه التحضيري على أحسن وجه ولو أني أنا شخصيا أكاد أكون محظوظا من هذا الجانب فالوداد وزيادة على مركب العقيد لطفي يستطيع التدرب بالملعب الكائن بمرتفعات لالة ستي، ذي الأرضية المعشوشبة طبيعيا، هذا دون التطرق إلى ما تعانيه الفئات الصغرى في هذا الجانب، لذا أعود و أقول أن هذا المشكل يقف حجر عثرة في وجه عمل المدربين، أما الإمكانيات الأخرى فهي تختلف من فريق لأخر، لذا يبقى عمل المدرب مرتبطا بالإمكانيات التي يضعها الفريق تحت تصرفه حيث دائما ما تكون لهذا الأخير الرغبة الكبيرة في جلب الإضافة للاعبيه، لكن قلة الإمكانيات تمنعه من الوصول إلى ذلك وبالتالي أقول وأمام هذه الوضعية يبقى المدرب يقدم الحد الأدنى من الخدمة فقط. يحدث هذا في زمن الاحتراف؟ - يحدث أكثر من ذلك، لأن الاحتراف يتطلب توفر إمكانيات أخرى تواكبه، فزيادة على النقائص التي ذكرتها نفتقر مثلا إلى عيادة طبية لائقة والى طبيب دائم ولو أننا نملك طبيبا لكنه يعمل متطوعا وبالتالي لا يستطيع الحضور دائما، ووسائل الاسترجاع، إضافة إلى نقص المتابعة الصحية الدائمة للاعبين، زد على ذلك فالطاقم المساعد غير كاف حيث يتطلب تواجد أربعة أو خمسة مدربين مساعدين حتى يتخصص كل واحد في جانب من الجوانب، لذا أقول أن الاحتراف يستلزم توفر كل هذه الأمور حتى نتمكن من وضع أهداف سواء على المدى المتوسط أو الطويل. وخلاصة القول أن الوضع ما قبل الاحتراف أو بعده بقي على حاله. اذن لا زلنا بعيدين عن الاحتراف؟ - ما هو الشيء الذي تغير ويبين أننا دخلنا الاحتراف؟أول شيء يجب تغيير الذهنيات، فنحن لازلنا نفكر وفق الطريقة القديمة، للأسف نحن بقينا نتكلم فقط دون تجسيد . ر غم كل هذه النقائص التي ذكرتها يبقى المدرب هو كبش الفداء أي بمجرد غياب النتائج تتم التضحية، به أليس كذلك؟ - للأسف هذا واقع لا يمكن الهروب منه ونجده عند كل الفرق حتى أن المدرب تأقلم مع هذه الوضعية وأصبح بمجرد عجز فريقه على تحقيق نتائج ايجابية يستقيل، حتى لا تتم إقالته، لكن للأمانة أن هناك رؤساء فرق يقفون إلى جانب مدربيهم فأنا عشت هذه الوضعية بالشلف ومع الرئيس مدوار، حيث لم يسجل الفريق أي فوز طيلة إحدى عشرة مقابلة ومع ذلك بقي هذا الرئيس متمسكا بي والحمد لله جاءت النتائج في ما بعد ومن المفروض أن يكون كل الرؤساء هكذا، لأن الحكم على المدرب يجب أن يكون على طريقة عمله سواء من حيث التدريب أو التكفل بلاعبيه وما شابه ذلك لأن النتائج أحيانا تحضر وأخرى تغيب، ذلك أنها مرتبطة بعدة عوامل منها مستوى اللاعبين، ظروف الفريق وتعداده، وصولا إلى الأهداف، أي هل الفريق يريد لعب الأدوار الأولى أو البقاء أم يسعى إلى التكوين إلى آخره، ذلك انه إذا ربطنا بقاء المدرب بالانتصارات، فالأكيد أن كل الفرق ستعمد إلى تغيير مدربيها .زيادة على ذلك فهناك أطراف تعمد أحيانا إلى الاستغناء عن المدربين بسبب حسابات شخصية بغض النظر عن النتائج التي يسجلها فريقه، فهي تترصد أول إخفاق منه لتنفيذ قرارها وهو أمر غير مقبول. نفهم من كلامك أن المدرب لا يجد الحماية اللازمة؟ - في الحقيقة حتى المدربين ليسوا منظمين في هيكل يحمي حقوقهم وغير متحدين، إذ لا توجد جمعية تتولى الدفاع عنهم رغم أن المدرين يمضون على عقود مع الفرق، لكن عند حدوث أول اختلاف يتم فسخها بطريقة أو بأخرى وحتى عند لجوء المدرب هذا إلى الاتحادية لا يجد الأذان الصاغية، والمسؤولية نتحملها نحن المدربون لأننا لم نهيكل أنفسنا في يوم ما، بل وصل الأمر عند البعض إلى التفاوض مع مسيري الفرق وهم يعلمون أن زملاءهم لازالوا يدربونها وهو ما جعل قيمة المدربين تتهاوى وبالتالي أصبح رؤساء الفرق على يقين أنهم متى أقالوا مدربا سيجدون آخر ينتظر خلافته . في هذا الإطار نعلم أن بعض المدربين بادروا إلى إنشاء جمعية خاصة بهم، لكن الأغلبية لم تنخرط فيها مما جعلها تبقى بدون نشاط؟ - انا واحد من الأعضاء المؤسسين لهذه الجمعية وهي معتمدة قانونا ،لكن الخلل يكمن في أننا لا نلتقي إلا في المناسبات، لكن أظن أن الأمر هذا يعرف طريقه إلى الأفضل، حيث لاحظنا وخلال التربص الأخير وبعد تدخل رئيس الاتحادية بهذا الخصوص أن هذه الهيئة تملك النية الحسنة لمساعدة جمعية المدربين حيث سنعيد هيكلتها وسيكون لنا ممثل على مستوى الاتحادية يدافع على حقوقنا ونحن متفائلين لأن الجزائر لها طاقات ولا ينقصنا سوى التنظيم وحسن التأطير . على ذكر الطاقات التي تملكها الجزائر، لماذا الإطار الوطني ينجح في الخارج، بينما يعجز عن ذلك بفرقنا المحلية؟ - الامر جد بسيط لأنه في الخارج لن يجد أبدا الضغوطات التي تفرض عليه هنا وبالتالي لن يعيش المشاكل التي يعيشها بفرقنا زيادة على توفر الإمكانيات . س:لقد عملت مع عدة رؤساء أندية، في رأيك من هو الرئيس من بينهم الذي وجدته يقف إلى جانب المدرب؟ ج:هناك الرئيس يحلى، فرغم النتائج السلبية التي سجلناها في الموسم الماضي بقي متمسكا بي وحتى خلال الانطلاقة الصعبة للموسم الحالي بقي معنا وكذلك رئيس أولمبي الشلف مدوار بدليل أني لم احقق أي فوز طيلة إحدى عشرة مباراة، إلا أنه ساندني والحمد لله جاءت النتائج الايجابية فيما بعد، أما رؤساء آخرون فلم أر منهم ذلك .