بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تم إطلاق اسم المغني والملحن المصري الراحل محمد فوزي على المعهد " الوطني العالي للموسيقى" في الجزائر، ومنحه "وسام الاستحقاق الوطني" ما بعد الوفاة، خلال الأيام الماضية. محمد فوزي ... الفنان الذي قدم للجزائر وللعالم أروع لحن لنشيد وطني يُعرف في التاريخ، والذي يزيد عمره عن 60 سنة، بدأت قصة النشيد الوطني الجزائري عام 1956 عندما طلب عبان رمضان ، وهو أحد قادة الثورة الجزائرية من الشاعر مفدي زكريا، كتابة نشيد وطني يعبر عن ثورة الجزائر، وتم تجهيز النشيد "قسما بالنازلات الماحقات" خلال يومين، وتم نقله للقاهرة لتلحينه بشكل قوي،وعندها تبرع الفنان محمد فوزي بتلحين النشيد هدية للشعب الجزائري، الذي اقتنعت به جبهة التحرير، واعتبرته لحنا قويا في مستوى كلمات النشيد. الفنان محمد فوزي عبد العال حبس الحو، من مواليد 28 أوت لعام 1918م بقرية كفر أبو جندي بمركز طنطا في محافظة الغربية ينحدر من عائلة متوسطة الحال، وهو شقيق المطربة هدى سلطان، حصل على الشهادة الإعدادية من معهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة ولكنه ترك الدراسة فيما بعد. تزوج الفنان محمد فوزي للمرة الأولى عام 1943م من السيدة هداية التي أنجب منها 3 أبناء هما" نبيل "،"سمير" و "منير" ، ولكنهما انفصلا عام 1952م ليتزوج في نفس العام من الفنانة "مديحه يسري "التي أنجب منها ولدا واحدا يُدعى "عمرو"، وفي عام 1959م تم الطلاق بينهما ثم تزوج للمرة الثالثة عام 1960م من السيدة "كريمة" التي أنجب منها ابنته الصغرى "إيمان" واستمر معها حتى وفاته. تعلم الفنان محمد فوزي أصول الموسيقى منذ طفولته على يد صديق والده محمد الخربتلي وتأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم التي كان يغنيها في احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، وكان ولع "محمد فوزي" بالموسيقي السبب الأساسي في تخليه عن الدراسة حيث حضر إلى القاهرة عام 1938م . تعرف فوزي على" فريد الأطرش" ،"محمد عبد المطلب" و "محمود الشريف" في ملهى بديعة واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها. وفي عام 1944م طلبه الفنان " يوسف وهبي" ليمثل دورا صغيرا في فيلم "سيف الجلاد"، ولكنه كان بمثابة فاتحه الخير عليه حيث شارك بعد ذلك في فيلم "أصحاب السعاد" الذي حقق نجاحا غير متوقع ، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم "أفلام محمد فوزي" عام 1947م. استطاع الفنان فوزي خلال 3 سنوات أن يتربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات، حيث بلغ رصيده الفني حوالي 400 أغنية منها ما يقرب 300 في الأفلام، ومن أشهرها " حبيبي وعينيه" و"شحات الغرام" و" وحشونا الحبايب"، بالإضافة إلى مجموعة من أجمل أغنيات الأطفال منها "ماما زمانها جاية" و" ذهب الليل طلع الفجر"، وقد دأبت الإذاعة المصرية على إذاعة أغانيه. وفي عام 1958م قام الفنان الرحل بتأسيس شركة " مصرفون" لإنتاج الاسطوانات، والتي أنتج من خلالها أغاني كبار المطربين في ذلك العصر أمثال "أم كلثوم "و"محمد عبد الوهاب" وغيرهما، كذلك كان محمد فوزي أول من قدم أغنية فرانكو آراب "يا مصطفى يا مصطفى" والتي غناها برونوموري شقيق الفنانة العالمية داليدا والمطرب بوب عزام في عام 1961، وبعد ظهور الأغنية في السينما في فيلم "الحب كده" انطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي "فطومة أنا قلبي حبك". أعتزل التمثيل من أجل التفرغ لإداراتها، إلا أن قيام الحكومة بتأميمها عام 1961م وتعيينه مديرا لها بمرتب 100جنيه، أدى إلى إصابته باكتئاب حاد كان مقدمة رحلة مرضيه طويلة انتهت برحيله بمرض سرطان العظام يوم 20 أكتوبر 1966م في ألمانيا تاركا إرثا من الأغنيات والألحان مازالت خالدة في الذاكرة إلى الآن.